و الصوم فوق جبّ طبع قنطرة * * * صانت عن الهويّ فيها السيرة
تخلية تحلية مستلزمة * * * و حسن الابتداء حسن الخاتمة
يوم الخميس هو يوم المشتري * * * و الصوم في يوم السعادة حريّ
و الأربعاء يوم العطارد و هو * * * كوكب حاسب يري حسابه
و الستّة بصوم دهر تعدل * * * إن ووظبت و خبر يعلّل
(و الصوم فوق جبّ طبع قنطرة) يعني أنّه اليوم صوم و معنى من المعاني، و في الغد يظهر بصورة قنطرة على متن جهنّم، و جهنّم و جهنام- لغة- بئر بعيد القعر، (صانت عن الهويّ فيها السيرة) إلى الجنّة.
(تخلية)- بالخاء المعجمة، مبتدإ- (تحلية) مفعول مقدّم على (مستلزمة)- خبر- (و حسن الابتداء) مستلزم (حسن الخاتمة)، كَمٰا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ [7/ 29]، و الحاصل أنّ الصيانة عن النار و إن كانت تخلية و عدميّة إلّا أنّها مستلزمة للتحلية و الوجودي، و الدخول في الجنّة.
ثمّ إنّه (يوم الخميس هو يوم المشتري) الّذي هو السعد الأكبر (و الصوم) و هو من العبادات السنيّة (في يوم السعادة حريّ) و حقيق. (و الأربعاء يوم العطارد و هو) أي العطارد (كوكب حاسب) و أرباب القلم (يري) أي يذكّر الصائم (حسابه) أي مقام المحاسبة كما قال تعالى كَفىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً و قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله)[1]: «موتوا قبل أن تموتوا و حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا».
(و الستّة) من الأيّام المسنونة الصيام بعد عيد الفطر (بصوم دهر تعدل) و توازي (إن ووظبت) في كلّ سنّة، (و خبر) مأثور عن المعصوم (عليه السلام)[2](يعلّل) هذه
[2] الفقيه (2/ 80، كتاب الصوم، باب وجوه الصوم، ح 1784: «و أما الصوم الذي يكون صاحبه فيه بالخيار. و صوم ستّة أيّام من شوال بعد شهر رمضان». و أما كون ثوابها ثواب صوم السنة فقد ورد من طريق العامة كما في كنز العمال: 8/ 651، ح 24571.