لما هو القبلة بالحقيقة * * * هادي الخلائق على الطريقة
و هو بلا أحياز أو جهات * * * فثمّ وجه اللّه فيه آت
فنازل لنازل و سامك * * * لسامك قلب بحقّ ناسك
و القبلة الحقيقيّة واحد، هو اللّه الواحد القهّار، و لا قديم سوى اللّه، و لا فيّاض إلّا هو، و الكامل رابط الحوادث بالقديم، و واسطة إيصال فيض الفيّاض تعالى شأنه. و بعبارة أخرى مرآت ملاحظة وجود اللّه كما قال (صلّى اللّه عليه و آله)[1] «من رآني فقد رأى الحقّ».
سرّ:
(للقبلة) أي إلى القبلة (إقبال ظاهر البدن يومي إلى) وجوب (إقبال قلبك) حال كونه (ابتطن لما) أي إلى ما (هو القبلة بالحقيقة) و هو (هادي الخلائق على) نهج (الطريقة) المستقيمة إلى الحقيقة.
(و هو بلا أحياز أو جهات) شرق أو غرب أو ما بينهما، بخلاف القبلة الصوريّة، (فثمّ وجه اللّه فيه آت)، اقتباس من الكلام المجيد فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ [2/ 115].
(فنازل) أي القبلة الصوريّة قبلة (لنازل) أي البدن، (و سامك) أي القبلة الحقيّة قبلة (لسامك قلب)- بدل أو خبر مبتدإ محذوف- (بحقّ ناسك) أي كما أنّ للبدن نسكا كذلك للقلب، و هو الناسك بالحقّ للحقّ.
[1] البخاري: 8/ 72. تاريخ دمشق: 56/ 185. تاريخ بغداد: 7/ 187. المسند: 5/ 306.
و بلفظ: «من رآني فقد رآني.» رسائل المرتضى: 2/ 12. كنز الفوائد: 212. مسند أبي يعلى: 11/ 405. المعجم الكبير للطبراني: 22/ 112. الكامل لابن عدي: 3/ 339 و 4/ 237.