responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أرجوزة في الفقه المؤلف : السبزواري، الملا هادي    الجزء : 1  صفحة : 144

فذاك- لا العرفان- جا مشتركا * * * ما كلّ ماش كلّ ممشى سلكا

معرفة تكون تفصيليّة * * * لا يتعاطي الكلّ، لا شأنيّة

هذه- لغناء السماء عنها و تنزّهها عن الشهوة و الغضب، و بهذه يتشبّهون بالبهائم و السباع، و يتشبّهون بالسماء بالنسك و العبادات.

قال بعض كبار الحكماء [1]: «صلّت السماء بدورانها، و الأرض برجحانها، و الماء بسيلانه، و المطر بهطلانه، و قد يصلّي له و لا يشعر، وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ أَكْبَرُ [29/ 45]».

(فذاك) أي الإتيان بالصلاة- (- لا العرفان- جا مشتركا، ما)- نافية- (كلّ ماش) في (كلّ ممشى سلكا) يعني أنّ العرفان التامّ الّذي للإنسان الكامل الحقيقي- كالأنبياء الكاملين و الأولياء الهادين المهديّين، (سلام اللّه عليهم أجمعين)- لا يتيسّر للفلك مثلا، فإنّهم هياكل التوحيد و مظاهر كلّ الصفات و الأسماء، و ليس للفلك- بل للملك هذه الجامعيّة، فهو [2] مظهر اسم الجلالة، و غيره مظاهر الأسماء الحسنى الأخرى، و إذا كان آدم متعلّما من اللّه جميع أسمائه و معلّما للملك، كيف لا يكون معلّم الفلك.

و الدليل عليه أنّ نفس الفلك- ما دامت نفسه- حيّة بإحياء اللّه، متعلّقة بجسمه، مديرة لبدنه إدارة دائمة، و لا يتجرّد [3] و لا يرفض الجسد، بخلاف الإنسان الكامل، فإنّه يرفض البدن و ينفضّ عن ذيله غبار علائقه، بل يخلع القالب المثالي و يطرح الكونين، و يخرج عن الإقليمين، فانظر هذا [4] و ذاك أين! و إلى هذا يشير ما قلناه (معرفة تكون تفصيليّة، لا يتعاطي الكلّ، لا شأنيّة) لها [5].


[1] الفارابي، فصوص الحكم: 70، الفص 29.

[2] م: و هو.

[3] م: يتجرد (بدون: و لا).

[4] م: هذا أين.

[5] م: إذ لا شأنية لها.

اسم الکتاب : أرجوزة في الفقه المؤلف : السبزواري، الملا هادي    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست