responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدوار علم الفقه وأطواره المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 212

و لا ريب أن هذا العمل من القادر يوجب اتساع رقعة المذاهب الأربعة و كثرة المتبوعية لها و ضعف باقي المذاهب السنية و قلة متبوعيتها و ندرة الدعاة لها لأن الخلافة العباسية مهما تطور الوضع بها و انحط نفوذها الزمني فهي لم تفقد سيادتها الروحية و بقيت تحتفظ بزعامتها الدينية عملا و عقيدة و الخليفة العباسي و إن فقد سلطته الزمنية إلا انه لم يتجرد حتى عند رعيته عن كونه إماماً روحياً و زعيماً دينياً و مصدراً لجميع السلطات الإلهية و انه الرئيس الفعلي للحكومة الدينية فإذا صدر منه الأمر بالعمل بتلك المذاهب الأربعة لا ريب كان معناه إلغاء العمل بما عداها من المذاهب بحكم الزعيم الديني و لا ريب أن ذلك يوجب اضمحلالًا شيئاً فشيئاً حتى تتلاشى و بالفعل أخذت باقي المذاهب بالتلاشي شيئاً فشيئاً حتى إذا عصفت العاصفة الكبرى و حلت الطامة العظمى سنة 656 ه باحتلال المغول (التتر) بغداد و بلغ منهم التخريب و التهديم و الحرق و الذبح منتهى المبلغ ستة أسابيع حتى صارت الدماء تنساب على الطرقات و صبغت ماء دجلة باللون الأحمر الثاني عدة أميال و هدمت الجوامع و المدارس و أحرقت الكتب و النفائس و قتل المغول (التتر) الخليفة المستعصم و أولاده و لم ينج منهم نافخ ضرم و انقرضت بذلك الخلافة العباسية في بغداد و ظل الأفق السني طوال ثلاث سنين و نصف بلا خلافة

اسم الکتاب : أدوار علم الفقه وأطواره المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست