responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 99

التآخي

التآخي الروحي :

كان العصر الجاهلي مسرحاً للمآسي والأرزاء ، في مختلف مجالاته ونواحيه الفكريّة والمادّيّة .

وكان من أبشع مآسيه ، ذلك التسيب الخُلقي ، والفوضى المدمّرة ، ممّا صيّرهم يُمارسون طباع الضواري ، وشريعة الغاب والتناكر والتناحر ، والفتك والسلب ، والتشدق بالثأر والانتقام .

فلما أشرق فجر الإسلام ، وأطل بأنواره على البشريّة ، استطاع بمبادئه الخالدة ، ودستوره الفذ أنْ يُطبّ تلك المآسي ، ويحسِم تلك الأوزار ، فأنشأ مِن ذلك القطيع الجاهلي : ( خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )[1] عقيدةً وشريعة ، وعِلماً وأخلاقاً . فأحلّ الإيمان محلّ الكُفر ، والنظام محلّ الفوضى ، والعِلم محلّ الجهل ، والسلام محلّ الحرب ، والرحمة محلّ الانتقام .

فتلاشت تلك المفاهيم الجاهليّة ، وخلَفتها المبادئ الإسلامية الجديدة ، وراح النبيّ (صلى الله عليه وآله)يبني ويُنشئ أُمّةً مثاليّةً تَبُذُّ الأُمَمَ نظاماً ، وأخلاقاً وكمالاً .

وكلّما سار المسلمون أشواطاً تحت راية القرآن ، وقيادة الرسول الأعظم


[1] آل عمران : 110 .

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست