وعن أبي ذرّ الغفاري : كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)يجلس بين ظهرانيّ أصحابه ، فيجئ الغريب فلا يدري أيُّهم هو حتّى يسأل ، فطلبنا إليه أنْ يجعل مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه ، فبنينا له دكّاناً من طين فكان يجلس عليها ، ونجلس بجانبه .
ورُوي أنّه (صلى الله عليه وآله)كان في سفر ، فأمر بإصلاح شاة ، فقال رجلٌ : يا رسول اللّه ، عليّ ذبحها ، وقال آخر : عليّ سلخها ، وقال آخر : عليَّ طبخها ، فقال (صلى الله عليه وآله): ( وعليَّ جمع الحطب ) . فقالوا : يا رسول اللّه ، نحن نكفيك .
فقال : ( قد علمت أنّكم تكفوني ، ولكن أكره أنْ أتميَّز عليكم ، فإنّ اللّه يكره مِن عبده أنْ يراه متميَّزاً بين أصحابه ) ، وقام فجمع الحطب[2] .
ورُوي أنّه خرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)إلى بئرٍ يغتسل ، فأمسك حذيفة بن اليمان بالثوب على رسول اللّه وستره به حتّى اغتسل ، ثُمّ جلس حذيفة ليغتسل ، فتناول رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)الثوب ، وقام يستر حذيفة ، فأبى حذيفة ، وقال : بأبي وأُمّي أنت يا رسول اللّه لا تفعل ، فأبى رسول اللّه إلاّ أنْ يستره بالثوب حتّى اغتسل ، وقال : ( ما اصطحب اثنان قطُّ ، إلاّ وكان أحبّهما إلى اللّه أرفقهما بصاحبه )[3] .
[1] سفينة البحار المجلّد الأول ص 415 بتصرّف وتلخيص .