اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 499
حاجات الجسم والنفس
يتألّف الإنسان مِن عنصرين : عنصر الجسَد ، وعنصر الروح ، وهما مترابطان ترابطاً وثيقاً ، ومتفاعلان تفاعلاً قويّاً ، لا ينفكّ أحدهما عن الثاني إلاّ بتصرّم العمر ، ونهاية الحياة ، وسعادة الإنسان وهناؤه الجسمي والفكري منوطٌ بصحّة هذين العنصرين وسلامتهما معاً .
لهذا كان على ناشد السعادة ومبتغيها أنْ يعني بهما عناية فائقة تضمن صحّتهما وازدهارهما ، وصيانتهما مِن المضار .
ولكلّ مِن الجسم والروح أشواقه وحاجاته :
فحاجات الجسم هي : المآرب الماديّة الموجبة لنموه وصحّته وحيويّته ، كالغذاء والشراب والكساء ونحوها مِن ضرورات الحياة .
وحاجات الروح هي : الأشواق الروحيّة والنفسيّة التي تتعشّقها الروح ، وتهفو إليها ، كالمعرفة ، والحريّة ، والعدل ، وراحة الضمير ورخاء البال وما إلى ذلك من المثل العليا والأماني الروحيّة . ولا مناص مِن تلبية هذه المآرب والرغائب الجسميّة والروحيّة لتحقيق صحّة الجسم والروح ، وضمان هنائهما المرجو .
فحرمان الجسم مِن أشواقه يفضي به إلى الضعف والسقم والانحلال
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 499