اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 494
ولهؤلاء الأعوان أثرٌ كبيرٌ وخطير في توجيه الحاكم وتكييف أخلاقه وآرائه حسبما تتّصف به مِن خلالٍ وميولٍ رفيعةٍ أو وضيعة .
لذلك كان على الحاكم أنْ يختار بطانته وأعوانه مِن ذوي الكفاءة والنزاهة والصلاح ، لتمحضه النصيحة ، وتؤازره على إسعاد الرعيّة وتحقيق آمالها وأمانيها ، دونما نزوع إلى إثرة أو محاباة تضرّ بصالح الرعيّة وتجحف بحقوقها .
هـ - محاسبة العمّال والموظفين :
كثيراً ما يزهو الموظّف بمنصبه ونفوذه ، ويستحوذ عليه الغرور فيتحدّى الناس ، ويتعالى عليهم ، ويمتهن كرامتهم ويهمل أعمالهم ولا ينجزها إلاّ بدافعٍ مِن الطمع أو المُحاباة ، الخوف أو الرجاء ممّا يُعرقل مهمّاتهم ويستثير سخطِهم وحنقهم على جهاز الحكم . لهذا يجب على الحاكم مراقبة الموظفين ومحاسبتهم على أعمالهم ومكافأة المُحسن منهم على إحسانه ، ومعاقبة المُسيء على إساءته ، ليؤدّي كلّ فردٍ منهم واجبة نحو المجتمع ، وليستشعر الناس مفاهيم العزّة والكرامة والرخاء .
وبذلك تتّسق شؤون الرعيّة ، ويسودها العدل ، وتنجو مِن مآسي الملَق والتزلّف إلى الموظّفين بالرشا وألوان الشفاعات .
و - إسعاد الرعيّة :
والحاكم بوصفه قائد الأُمّة وراعيها الأمين ، فهو مسؤول عن رعايتها والعناية بها ، والحرص على إسعادها ورقيّها مادّياً وأدبيّاً. وذلك : بتفقّد شؤون الرعيّة ، ورعاية مصالحها وضمان حقوقها وإشاعة الأمن والعدل والرخاء فيها ، وتصعيد مستوياتها العلميّة والصحيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 494