responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 377

وهذه وصيّةٌ بليغةٌ لأعرابيّةٍ حكيمة ، توصي بها ابنتها ليلة البناء بها : ( أي بنيّة ، إنّك فارقت بيتك الذي منه خرَجتِ ، وعشّكِ الذي فيه درَجتِ ، إلى وكرٍ لم تعرفيه ، وقرينٍ لم تألفيه ، فكوني له أمةً يكن لك عبداً ، واحفظي له خِصالاً عشراً :

أمّا الأُولى والثانية : فاصحبيه بالقناعة ، وعاشريه بحُسن السمع والطاعة .

وأمّا الثالثة والرابعة : فالتفقّد لموضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشمّ منك إلاّ أطيب ريح .

وأمّا الخامسة والسادسة : فالتفقّد لوقت منامه وطعامه ، فإنّ تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة .

وأمّا السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله ، والارعاء على حشمه وعياله ، وملاك الأمر في المال حُسن التقدير ، وفي العِيال حُسن التدبير .

وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمراً ، ولا تفشين له سرّا ، فإنّك إنْ خالفتيه أغَرْت صدره ، وإنْ أفشيت سرّه لم تأمني غدره .

ثمّ إيّاك والفرح بين يديه إذا كان مهتمّاً ، والكآبة بين يديه إذا كان فرِحاً ، فانّ الخصلة الأُولى مِن التقصير ، والثانية مِن التكدير .

وكوني له أشدّ الناس له إعظاماً يكن أشدّهم لك إكراماً ، واعلمي أنّك لا تصلين إلى ما تحبّين ، حتّى تُؤثري رضاه على رضاك ، وهواه على هواك ، فيما أحبَبت وكرهت . واللّه يخير لك )[1] .


[1] مختارات المنفلوطي ص 240 .

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست