اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 376
فعن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال : ( جهاد المرأة حُسن التبعّل )[1] .
ولا ريبَ أنّ حُسن تبعّل الزوجة وكرَم أخلاقها ، يشُدّ أزر الزوج ، ويرفع معنويّاته ، ويمدّه بطاقات جسميّة ونفسيّة ضخمة ، تضاعف مِن قدرته على مواصلة الكفاح والجهاد في سبيل العيش ، ويزيده قوّةً وصلابة على معاناة الشدائد والأزمات ، كما أنّ شراستها وتمرّدها يُوهن كيانه ، ويُضعف طاقته ، ويهرمه قبل أوان الهرَم ، وفي التاريخ دلائل وشواهد على ذلك .
منها : قصّة الإخوة الثلاثة مِن بني غنّام ، حينما جاءهم نفرٌ يحكّمونهم في مشكلة أعياهم حلّها ، فانتهوا إلى واحدٍ منهم ، فرأوا شيخاً كبيراً ، فقال لهم : ادخلوا إلى أخي ( فلان ) فهو أكبر منّي ، فاسألوه .
فدخلوا عليه ، فخرَج شيخٌ كهل ، فقال : سلوا أخي الأكبر منّي .
فدخلوا على الثالث ، فإذا هو في المنظر أصغر . فسألوه أولاً عن حالهم ، ثمّ أوضح مبيّناً لهم ، فقال :
أمّا أخي الذي رأيتموه أوّلاً ، هو الأصغر ، فإنّ له امرأةُ سوء تسوؤه وقد صبَر عليها مخافة أنْ يُبتلى ببلاءٍ لا صبرَ له عليه ، فهَرَمته .
وأمّا أخي الثاني فإنّ عنده زوجة تسوؤه وتسرّه ، فهو متماسك الشباب .
وأمّا أنا ، فزوجتي تسرّني ، ولا تسوؤني ، لم يلزمني منها مكروهٌ قط مُنذ صحِبَتني ، فشبابي معها متماسك[2] .