responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 21

ذلك كالحيوان وأخسّ قيمة ، وأسوأ حالاً منه ، حيث أمكن ترويضه ، وتطوير أخلاقه ، فالفرس الجموح يغدو بالترويض سلِس المقاد ، والبهائم الوحشيّة تعود داجنة أليفة .

فكيف لا يجدي ذلك في تهذيب الإنسان ، وتقويم أخلاقه ، وهو أشرف الخَلق ، وأسماهم كفاءةً وعقلاً ؟؟

من أجل ذلك فقد تمرض أخلاق الوادع الخَلُوق ، ويغدو عبوساً شرِساً منحرفاً عن مثاليته الخُلقيّة ، لحدوث إحدى الأسباب التالية :

[1] - الوهن والضعف الناجمان عن مرض الإنسان واعتدال صحّته ، أو طروّ أعراض الهرَم والشيخوخة عليه ، ممّا يجعله مرهف الأعصاب عاجزاً عن التصبّر ، واحتمال مؤون الناس ومداراتهم .

[2] - الهموم : فإنّها تذهل اللبيب الخَلُوق ، وتحرفه عن أخلاقه الكريمة ، وطبعه الوادع .

[3] - الفقر : فإنّه قد يُسبّب تجهّم الفقير وغلظته ، أنَفَةً مِن هوان الفقر وألَم الحِرمان ، أو حُزناً على زوال نعمته السالفة ، وفقد غناه .

[4] - الغنى : فكثيراً ما يجمح بصاحبه نحو الزهو والتيه والكِبَر والطغيان ، كما قال الشاعر :

لقد كشَف الإثراء عنك خلائقاً * من اللؤمِ كانت تحت ثوبٍ من الفقر

[5] - المنصب : فقد يُحدث تنمّراً في الخُلق ، وتطاولاً على الناس ، منبعثاً عن ضعة النفس وضعفها ، أو لؤم الطبع وخسّته .

[6] - العزلة والتزمّت : فإنّه قد يُسبّب شعوراً بالخيبة والهوان ، ممّا يجعل المعزول عبوساً متجهّماً .

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست