اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 198
أهل الدنيا في آخرتهم ، سكنوا الدنيا بأفضل ما سُكِنَت ، وأكلوها بأفضل ما أُكِلَت ، فحظُوا مِن الدنيا بما حظى به المُترفون ، وأخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبّرون ، ثُمّ انقلبوا عنها بالزاد المُبلّغ والمتْجر الرابح )[1] .
2 - إنّ التوفر على مقتنيات الحياة ونفائسها ورغائبها ، هو كالأوّل مستحسن محمود ، إلاّ ما كان مختَلساً مِن حرام ، أو صارفاً عن ذكر اللّه تعالى وطاعته .
أمّا اكتسابها استعفافا عن الناس ، أو تذرّعاً بها إلى مرضاة اللّه عزَّ وجل كصلة الأرحام ، وإعانة البؤَسَاء ، وإنشاء المشاريع الخيريّة كالمساجد والمدارس والمستشفيات ، فإنّه من أفضل الطاعات وأعظم القُرُبات ، كما صرّح بذلك أهل البيت (عليهم السلام) :
قال الصادق (عليه السلام) : ( لا خير فيمَن لا يجمع المال مِن حلالٍ ، يكفّ به وجهه ، ويقضي به دينه ، ويصِل به رحمه )[2] .
وقال رجل لأبي عبد اللّه (عليه السلام) : واللّه إنّا لنطلب الدنيا ونحبُّ أنْ نُؤتاها .
فقال : ( تحبُّ أنْ تصنع بها ماذا ؟ ) قال : أعُود بها على نفسي وعيالي ، وأصِلُ بها ، وأتصدّق بها ، وأحجُّ ، وأعتمِر . فقال أبو عبد اللّه : ( ليس هذا طلَب الدنيا ، هذا طلب الآخرة )[3] .