فطرة الإنسان ، ويضمن له السعادة والرخاء .
فتراه تارة يحذّر عشّاق الحياة من خُدعها وغرورها ، ليحررهم من أسرها واسترقاقها ، كما صورته الآثار السالفة .
وأخرى يستدرج المتزمتين الهاربين من زخارف الحياة إلى لذائذها البريئة وأشواقها المرفرفة ، لئلاّ ينقطعوا عن ركب الحياة ، ويصبحوا عرضة للفاقة والهوَان .
قال الصادق (عليه السلام) : ( ليس منّا مَن ترَك دنياه لآخرته ، ولا آخرته لدُنياه )[1] .
وقال العالم (عليه السلام) : ( اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً )[2] .
وبهذا النظام الفذ ازدهرت حضارة الإسلام ، وتوغل المسلمون في مدارج الكمال ، ومعارج الرقيّ الماديّ والروحي .
وعلى ضوء هذا القانون الخالد نستجلي الحقائق التالية :
1 - التمتّع بملاذ الحياة ، وطيباتها المحلّلة ، مُستحسن لا ضير فيه ، ما لم يكن مشتملاً على حرام أو تبذير ، كما قال سُبحانه : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )( الأعراف : 32 ) .
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( اعلموا عباد اللّه أنّ المتّقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة ، فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم ، ولم يشاركهم
[1] ، [2] الوافي ج 10 ص 9 عن الفقيه .