responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 197

فطرة الإنسان ، ويضمن له السعادة والرخاء .

فتراه تارة يحذّر عشّاق الحياة من خُدعها وغرورها ، ليحررهم من أسرها واسترقاقها ، كما صورته الآثار السالفة .

وأخرى يستدرج المتزمتين الهاربين من زخارف الحياة إلى لذائذها البريئة وأشواقها المرفرفة ، لئلاّ ينقطعوا عن ركب الحياة ، ويصبحوا عرضة للفاقة والهوَان .

قال الصادق (عليه السلام) : ( ليس منّا مَن ترَك دنياه لآخرته ، ولا آخرته لدُنياه )[1] .

وقال العالم (عليه السلام) : ( اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً )[2] .

وبهذا النظام الفذ ازدهرت حضارة الإسلام ، وتوغل المسلمون في مدارج الكمال ، ومعارج الرقيّ الماديّ والروحي .

وعلى ضوء هذا القانون الخالد نستجلي الحقائق التالية :

1 - التمتّع بملاذ الحياة ، وطيباتها المحلّلة ، مُستحسن لا ضير فيه ، ما لم يكن مشتملاً على حرام أو تبذير ، كما قال سُبحانه : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )( الأعراف : 32 ) .

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( اعلموا عباد اللّه أنّ المتّقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة ، فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم ، ولم يشاركهم


[1] ، [2] الوافي ج 10 ص 9 عن الفقيه .

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست