responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 193

( أ ) الاغترار بالدنيا

وأكثر مَن يتّصف بهذا الغرور هُم : ضُعَفاء الإيمان ، والمخدوعون بمباهج الدنيا ومفاتنها ، فيتناسَون فناءها وزوالها ، وما يَعقبها مِن حياة أبديّة خالدة ، فيتذرّعون إلى تبرير اغترارهم بالدنيا ، وتهالكهم عليها ، بزعمَين فاسِدَين ، وقياسَين باطِلَين :

الأوّل : أنّ الدنيا نقد ، والآخرة نسيئة ، والنقد خيرٌ من النسيئة .

الثاني : أنّ لذائذ الأُولى ومتعها يقينيّة ، ولذائذ الثانية - عندهم - مشكوكة ، والمتيقّن خيرٌ مِن المشكوك .

وقد أخطأوا وضلّوا ضلالاً مبيناً ، إذ فاتهم في زعمهم الأوّل ، أنّ النقد خيرٌ من النسيئة إنْ تعادلا في ميزان النفع ، وإلاّ فإنْ رجُحت النسيئة كانت أفضل وأنفع من النقد ، كمَن يُتاجر بمبلغٍ عاجلٍ من المال ، ليربح أضعافه في الآجل ، أو يحتمي عن شهَوات ولذائذ عاجلة توخّياً للصحّة في الآجل المديد .

هذا إلى الفارق الكبير ، والبون الشاسع ، بين لذائذ الدنيا والآخرة ، فلذائذ الأُولى فانية ، منغّصة بالأكدار والهموم ، والثانية خالدة هانئة .

وهكذا أخطأوا بزعمهم الثاني في شكّهم وارتيابهم في الحياة الأخرويّة .

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست