responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 153

لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )[1] .

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( إنْ صبَرت جرى عليك القدَر وأنت مأجور ، وإنْ جزعت جرى عليك القَدرُ ، وأنت مأزور )[2] .

وممّا يجدر ذكره أنّ الصبر الجميل المحمود ، هو الصبر على النوائب التي لا يستطيع الإنسان دفعها والتخلّص منها ، كفقد عزيز ، أو اغتصاب مال ، أو اضطهاد عدوّ .

أمّا الاستسلام للنوائب ، والصبر عليها مع القدرة على درئها وملافاتها فذلك حُمقٌ يستنكره الإسلام ، كالصبر على المرَض وهو قادر على علاجه ، وعلى الفقر وهو يستطيع اكتساب الرزق ، وعلى هضم الحقوق وهو قادرٌ على استردادها وصيانتها .

ومِن الواضح أنّ ما يجرّد المرء مِن فضيلة الصبر ، ويخرجه عن التجلّد ، هو الجزَع المُفرِط المؤدّي إلى شقّ الجيوب ، ولطم الخدود ، والإسراف في الشكوى والتذمّر .

أمّا الآلام النفسيّة ، والتنفيس عنها بالبكاء ، أو الشكاية مِن متاعب المرض وعنائه فإنّها مِن ضرورات العواطف الحيّة ، والمشاعر النبيلة ، كما قال (صلى الله عليه وآله)عند وفاة ابنه ابراهيم : ( تدمع العين ، ويَحزَن القلب ، ولا نقول ما يُسخِط الربّ ) .


[1] البقرة ( 155 - 157 ) .

[2] نهج البلاغة .

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست