ورُبَّ قائلٍ يقول : كيف يُعطى الصابر أجرَ ألف شهيد ، والشهداء هُم أبطال الصبر على الجهاد والفداء ؟
فالمراد : أنّ الصابر يستحقّ أجر أُولئك الشهداء ، وإنْ كانت مكافأتهم وثوابهم على اللّه تعالى أضعافاً مضاعفة عنه .
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( من لم يُنجه الصبر ، أهلكه الجزع )[1] .
أقسام الصبر
ينقسم الصبر باعتبار ظروفه ومقتضياته أقساماً أهمّها :
[1] الصبر على المكاره والنوائب : وهو أعظم أقسامه ، وأجلّ مصاديقه الدالّة على سموّ النفس ، وتفتح الوعي ، ورباطة الجأش ، ومضاء العزيمة .
فالإنسان عرضةً للمآسي والارزاء ، تنتابه قسراً واعتباطاً ، وهو لا يملك إزائها حولاً ولا قوّة ، وخير ما يفعله المُمتَحَن هو التذرّع بالصبر ، فإنّه بلسم القلوب الجريحة ، وعزاء النفوس المعذّبة .
ولولاه لانهار الإنسان ، وغدا صريع الأحزان والآلام ، من أجلّ ذلك حرّضت الآيات والأخبار على التحلّي بالصبر والاعتصام به :
قال تعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا
[1] نهج البلاغة .