responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 15

ويتوعّدونه ، فنظر رسول اللّه إليهم فقال : ما الذي تصنعون به ؟! فقالوا : يا رسول اللّه يهودي يحبسك ! فقال : لم يبعثني ربِّي عزَّ وجل بأنْ أظلم معاهداً ولا غيره . فلمّا علا النهار قال اليهودي : أشهد أنْ لا إله إلا اللّه ، وأشهد أنْ محمّداً عبدُه ورسوله ، وشطر مالي في سبيل اللّه ، أما واللّه ما فعلت بك الذي فعلت ، إلاّ لأنظر إلى نعتك في التوراة ، فانّي قرأت نعتك في التوراة : محمّد بن عبد اللّه ، مولده بمكّة ، ومهاجره بطيبة ، وليس بفظٍّ ولا غليظ ، ولا صخّاب ، ولا متزيّن بالفحش ، ولا قول الخنا ، وأنا أشهد أنّ لا إله إلاّ اللّه ، وأنّك رسول اللّه ، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل اللّه ، وكان اليهودي كثير المال )[1] .

وهكذا كان الأئمّة المعصومون مِن أهل البيت (عليهم السلام) في مكارم أخلاقهم ، وسموّ آدابهم . وقد حمل الرواة إلينا صوراً رائعة ودروساً خالدة مِن سيرتهم المثاليّة ، وأخلاقهم الفذّة :

مِن ذلك ما ورد عن أبي محمّد العسكري (عليه السلام) قال : ( وردّ على أمير المؤمنين (عليه السلام) أخوان له مؤمنان ، أبٌ وابن ، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه ، وجلس بين يديهما ، ثُمّ أمَر بطعامٍ فأحضر فأكلا منه ، ثُمّ جاء قنبر بطست وإبريق خشَب ومنديل ، فأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) الإبريق فغسَل يد الرجل بعد أنْ كان الرجل يمتنع من ذلك ، وتمرّغ في التراب ، وأقسمه أمير المؤمنين (عليه السلام) أنْ يغسل مطمئنّاً ، كما كان يغسل لو كان الصابّ عليه قنبر ففعل ، ثمُّ ناول الإبريق محمّد بن


[1] البحار م 6 في مكارم أخلاق النبيّ (صلى الله عليه وآله).

اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست