اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 114
عقيلاً سأل عليّاً (عليه السلام) فقال : إنّي محتاج ، وإنّي فقير فأعطني . قال : ( اصبر حتّى يخرج عطاؤك مَع المسلمين ، فأعطيك معهم، فألح عليه ) ، فقال لرجلٍ : ( خذ بيده وانطلق به إلى حوانيت أهل السوق فقل له دُقّ هذه الأقفال ، وخُذ ما في هذه الحوانيت ) . قال : تريد أنْ تتّخذني سارقاً ؟ قال : ( وأنت تريد أنْ تتّخذني سارقاً ، أنْ آخذ أموال المسلمين فأعطيكها دونهم ؟ ) .
قال : لآتيَنّ معاوية . قال : ( أنت وذاك ) . فأتى معاوية فسأله فأعطاه مِئة ألف ، ثُمّ قال : اصعد على المنبر ، فاذكر ما أولاك به عليّ وما أوّليتك ، فصعد فحمِد اللّه ، وأثنى عليه ، ثُمّ قال : أيّها الناس إنّي أخبركم أنّي أردْت عليّاً (عليه السلام) على دينه فاختار دينه ، وإنّي أردت معاوية على دينه فاختارني على دينه[1] .
ومشى إليه (عليه السلام) ثُلّة من أصحابه عند تفرّق الناس عنه ، وفرار كثيرٍ منهم إلى معاوية ، طلَباً لما في يدَيه مِن الدنيا ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، أعطِ هذه الأموال ، وفضّل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجَم ، ومَن تخاف عليه من الناس فراره إلى معاوية ، فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( أتأمروني أنْ أطلب النصر بالجور ، لا واللّه ما أفعل ، ما طلعَت شمسٌ ، ولاحَ في السماء نجمٌ ، واللّه ، لو كان مالُهم لي لواسَيت بينهم ، وكيف وإنّما هي أموالهم )[2] .
وقال ابن عبّاس : أتيتُه ( يعني أمير المؤمنين عليّاً ) فوجدته يخصف