اسم الکتاب : أخلاق أهل البيت المؤلف : الصدر، السيد مهدي الجزء : 1 صفحة : 112
على تمجيد العدل وتقديسه ، والتغنّي بفضائله ومآثره ، والتفاني في سبيله .
فهو سرّ حياة الأُمَم ، ورمز فضائلها ، وقِوام مجدِها وسعادتها ، وضمان أمنِها ورخائها ، وأجلّ أهدافها وأمانيها في الحياة .
وما دالت الدول الكُبرى ، وتلاشت الحضارات العتيدة ، إلاّ بضَياع العدل والاستهانة بمبدئه الأصيل ، وقد كان أهل البيت (عليهم السلام) المثَل الأعلى للعدل ، وكانت أقوالُهم وأفعالهم دروساً خالدة تُنير للإنسانيّة مناهج العدْل والحقّ والرشاد .
وإليك نماذج مِن عدلِهم :
قال سوادة بن قيس للنبيّ (صلى الله عليه وآله)في أيّام مرضه : يا رسول اللّه إنّك لمّا أقبْلت مِن الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء ، وبيدِك القضيب المَمشوق ، فرفَعت القضيب وأنت تُريد الراحلة ، فأصاب بطني ، فأمره النبيّ أنْ يقتصّ منه ، فقال : اكشف لي عن بطنك يا رسول اللّه ، فكشف عن بطنه ، فقال سوادة : أتأذن لي أنْ أضع فمي على بطنك ، فأذِن له فقال : أعوذ بموضع القصاص من رسول اللّه مِن النار يوم النار .
فقال (صلى الله عليه وآله): ( يا سوادة بن قيس ، أتعفو أم تقتص؟ ) . فقال : بل أعفو يا رسول اللّه . فقال : اللهمّ أعفُ عن سوادة بن قيس كما عفا عن نبيّك محمّد [1] .
وقال أبو سعيد الخدري : جاء أعرابي إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله)يتقاضاه دَيناً كان عليه ، فاشتدّ عليه حتّى قال له : أُحرّج عليك