تحرير محلّ البحث و تحقيق المصنّف (رحمه اللّه) في المقام
[1] ملخّص الكلام في المقام: أنّ المحتاط في العبادة تارة يتمكّن من الامتثال التفصيليّ العلميّ- كالإتيان بصلاة الجمعة مثلا التي دلّ على وجوبها الخبر المتواتر مثلا- و اخرى يتمكّن من الامتثال التفصيليّ الظنّيّ بالظنّ الخاصّ- كالإتيان بالجمعة التي دلّ على وجوبها خبر الواحد مثلا- و ثالثة يتمكّن من الامتثال التفصيلي الظنّيّ بالظنّ المطلق- كالإتيان بالجمعة التي ظنّ بوجوبها من طريق الرؤيا مثلا [1].
و لا يخفى أنّ الاحتياط في مثل صلاة الظهر و الجمعة يستلزم التكرار، و أمّا الاحتياط الذي لا يستلزم التكرار، فمثاله الإتيان بالصلاة مع الاستعاذة بعد تكبيرة الإحرام، الذي ثبت وجوبه للمكلّف تارة علما، و اخرى بالظنّ الخاصّ، و ثالثة بالظنّ المطلق، فلا تغفل.
أمّا الأوّل فقد عرفت حكمه إثباتا و نفيا، و أمّا الثاني و الثالث فستعرف حكمه عن قريب، فانتظر.
[1] أقول: ذكر الخبر المتواتر مثالا للامتثال العلميّ، و خبر الواحد مثالا للظنّ الخاصّ، و الرؤيا للظنّ المطلق من باب التمثيل، و إلّا فلكلّ منها أمثلة اخرى؛ كالكتاب مثلا للامتثال العلميّ، و الفتوى للظنّ الخاصّ، و خبر الفاسق للظنّ المطلق- المعبّر عنه اصطلاحا بالظنّ الانسداديّ-.