و قوله (عليه السّلام): «الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» [1].
و أيضا قوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» [2].
و كقوله (عليه السّلام): «أعوذ بك من الذنب المحبط للأعمال» [3].
و أمّا المتكلّمون و منهم الخواجة الطوسيّ (رحمه اللّه) فقد أنكروه شديدا، استنادا إلى العقل و الشرع [4]، أمّا العقل فلأنّ الحبط يستلزم صدور الظلم من اللّه تعالى على عباده، و أمّا الشرع فلأنّه ينافي آيات كثيرة [5]، منها قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ[6].
و كقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ[7].
و كقوله تعالى: إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ[8].
و كقوله تعالى: أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى[9].
[1] بحار الأنوار 75: 257، كتاب العشرة باب الغيبة، الحديث 48.
[2] بحار الأنوار 73: 257، كتاب الإيمان و الكفر باب الحسد، الحديث 30.
[3] تهذيب الأحكام 3: 88، باب الدعاء بين الركعات، الحديث 9 (237)، و بحار الأنوار 33: 453، الحديث 664.
[4] انظر كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد: 561، المسألة الثامنة من المقصد السادس.
[5] أقول: يمكن الجمع بينهما بحمل أدلة الحبط على الشرك من بين المعاصي، و بحمل الأدلّة النافية له على سائر المعاصي، و التفصيل في محلّه.