responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين    الجزء : 1  صفحة : 94

فكان مبلغ خلافته ستة أشهر و أياما، و بها تمت ثلاثون سنة لقول النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

«الخلافة بعدي ثلاثون ثم تصير ملكا» [1].


- لغير أهلها ترك أهلها، و لا تسليم أهلها إياها لمن تغلب عليهم فيها، كما لم يجب ذلك لمن تقدم المستأثرين بها لتسليم صاحبها إياها لمن توثب عليها و اغتصبها، و ذلك مثلما لا خلاف بين الأمة أن الإمام إذا استقضى قاضيا أو استعمل عاملا فسلم ذلك القاضي القضاء أو ذلك العامل العمل إلى غيرهما أو خرجا فما جعل من ذلك لهما، إن ذلك لا يوجب لمن خرجا من ذلك إليه أخذه بخروجهما و تسليمهما عن رضا و لا عن كره. و الإمامة أعلى و أجل من ذلك و أوجب أن لا يكون إلّا لمن جعلها اللّه له و أقامه لها، و ليس التغلب على ظاهر أمرها مما يزيل من جعلت له عنها سلمها أو لم يسلمها، و على الأمة ألّا يأتموا إلّا بمن جعل اللّه عز و جل الإمامة له بنص الرسول صلى اللّه عليه و سلّم. أنظر: شرح الأخبار: 3/ 122.

و عن سدير عن أبيه عن أبي سعيد عقيصا قال: لما صالح الحسن بن علي (عليه السلام) معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال (عليه السلام): «و يحكم ما تدرون ما عملت، و اللّه الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم و أحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم علي؟» قالوا: بلى.

قال: «أما علمتم أن الخضر (عليه السلام) لما خرق السفينة و أقام الجدار و قتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك، و كان ذلك عند اللّه تعالى حكمة و صوابا ...» أنظر: كمال الدين: 316/ ح 2، كفاية الأثر: 225، الاحتجاج: 2/ 9.

و في رواية أخرى عن أبي سعيد أيضا قال: قلت للحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام): يابن رسول اللّه لم داهنت معاوية و صالحته و قد علمت أن الحق لك دونه و أن معاوية ضال باغ؟

فقال: «يا أبا سعيد ألست حجة اللّه على خلقه و إماما عليهم بعد أبي (عليه السلام)؟». قلت: بلى.

قال: «ألست الذي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لي و لأخي: هذان ولداي إمامان قاما أو قعدا؟». قلت: بلى. قال: «فأنا إذن إمام لو قمت و أنا إمام لو قعدت، يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لبني ضمرة و بني أشجع و لأهل مكة حين انصرف من الحديبية، أولئك كفار بالتنزيل و معاوية و أصحابه كفار بالتأويل، يا أبا سعيد إذا كنت إماما من قبل اللّه تعالى لم يجز أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة و إن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا، ألا ترى الخضر (عليه السلام) لما خرق السفينة و قتل الغلام و أقام الجدار سخط موسى (عليه السلام) فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي، هكذا أنا، سخطتم علي بجهلكم بوجه الحكمة، و لو لا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلّا قتل». أنظر: الطرائف: 197.

[1]- سنن أبي داود: 4/ 211 ح 4646، سنن الترمذي: 4/ 503 ح 2226، و الرواية في المصادر تنتهي‌

اسم الکتاب : النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم المؤلف : الموصلي، شرف الدين    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست