اسم الکتاب : النخبة في الحكمة العملية و الأحكام الشرعية المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 79
ثمّ المباح كنكاح الشريفة، ثمّ التميز عن العامّة، و قد يخفى كالفرح باطّلاع الغير و هو معفوّ، و كالتعريض للاظهار، و تحسين الأداء في الخلإ لئلّا يخالف في الملإ، و ليتزيّن في الأعين بظهور أثر الخشوع في الأعضاء.
و العلاج: قلع حبّ إلجاء و المدح و الطمع بما سبق، و إخفاء العمل متكلّفا، و ذكر فوائد الإخلاص و آفات الرياء، فما أقبح من لا يكتفي بنظره تعالى في ساعة من العمل المعيوب و باعه بخسيس فان، و أعرض عن بيعه بثواب الدّارين مَنْ كٰانَ يُرِيدُ ثَوٰابَ الدُّنْيٰا فَعِنْدَ اللّٰهِ ثَوٰابُ الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةِ[1] و تحمد الفرحة بالظهور من جهة دلالته على حسن لطفه تعالى بإخفاء الذنوب و إظهار الطاعات قُلْ بِفَضْلِ اللّٰهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا[2] و دلالته على أنّه تعالى يفعل كذلك في الآخرة، فإنّه ما يستر اللّه على عبد في الدّنيا إلّا و يستره عليه في الآخرة، و انّه يقتدى به، فيضاعف الأجر، و إنّ المطلعين يثابون بمحبّته و الثناء عليه، و يعرف بتسويته مدحه و مدح صالح غيره و الإظهار للترغيب، فورد: «من سنّ سنّة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة» [3].
و يعرف بأنّه لو قدر اقتداء الناس بغيره و استواء أجر السرّ و العلانية، لما رغب فيه، و كتمان المعاصي لا لأن يعتقد فيه الورع رياء، بل للتّحامى عن الهتك، أو لأنّ السرّ مأمور به.
و يعرف بكراهة ظهورها عن الغير، أو لأنّه يتألّم بالذّم، فهو مباح لكونه جبلّيّا، أو لأنّ النّاس شهداؤه كما ورد [1]، لأنّ الذامّ يصير عاصيا، و يعرف
[1] «إنّ الناس شهداء بعضهم على بعض فيكره اطلاعهم على فضائحه حياء من شهادتهم عليه يوم يقوم الأشهاد». ش