responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النخبة في الحكمة العملية و الأحكام الشرعية المؤلف : الفيض الكاشاني    الجزء : 1  صفحة : 68

باب الزهد

و هو عزوف القلب عن الدنيا إلى الآخرة طوعا و لا يعبأ باليد، و هو يثمر العلم المقصود لذاته، و الفراغ للعبادة و حلاوتها، و تعظيم قدرها، و محبّة اللّه، فإنّها لا تحصل إلّا بدوام الذّكر و الفكر الممتنعين من الشغل بالدّنيا.

و الدّنيا هي الحالات الّتي قبل الموت، و الآخرة هي الّتي بعده، لكن العبادة و ما لا بدّ منه فيها كالكسب معدودة من الآخرة [1]، لأنّها لها، و لخروجها عمّا جمع في قوله عزّ و جلّ أَنَّمَا الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفٰاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكٰاثُرٌ فِي الْأَمْوٰالِ وَ الْأَوْلٰادِ [1] فهي الدّنيا بأجمعها، و متاعها ما جمع في قوله عزّ و جلّ زُيِّنَ لِلنّٰاسِ حُبُّ الشَّهَوٰاتِ مِنَ النِّسٰاءِ وَ الْبَنِينَ وَ الْقَنٰاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَ الْأَنْعٰامِ وَ الْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتٰاعُ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ اللّٰهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ. [2]

و الشغل بها حبّ حظوظها باطنا، و تحصيلها ظاهرا، و علاج حبّها معرفة الرّبّ و النفس و شرف الآخرة و خساسة الدّنيا و المنافاة بينهما، و أدنى الزهد باعتبار نفسه أن يجاهد فيه لميل النّفس إلى الدّنيا و هو تزهّد.

ثمّ إن يتنفّر عنها فهو زهد، ثمّ عدم الميل و التنفّر، و يعرف بتسوية سرقة ماله و مال غيره، ثمّ عدم الاعتبار بزهده و باعتبار مأمنه من خوف النار، ثمّ من الرّجاء إلى الجنّة، لاقتضائهما المحبّة، ثمّ من رفع الالتفات إلى ما سواه


[1] كما جاء عن الصادق (عليه السلام)، انه قال له رجل: و اللّه انّا نطلب الدنيا و نحبّ أن نؤتاها، فقال: تحب أن تصنع بها ما ذا؟ قال أعود بها على نفسي و عيالي و أصل بها و أتصدّق بها و أحجّ و أعتمر، فقال: «ليس هذا طلب الدنيا هذا طلب الآخرة». ش


[1] محمد 36.

[2] آل عمران: 14.

اسم الکتاب : النخبة في الحكمة العملية و الأحكام الشرعية المؤلف : الفيض الكاشاني    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست