responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النخبة في الحكمة العملية و الأحكام الشرعية المؤلف : الفيض الكاشاني    الجزء : 1  صفحة : 66

و استحقارها، و ترك التدارك، و تفقّد آفات العمل، على زعم انّه مغفور، و الأمن من مكره تعالى، و الاستنكاف من التعلّم و الاتّعاظ و تزكية النفس، و سببه خبث الطبع و الجهل بالحقائق، و اعتقاد كمال النفس.

و علاجه قلع السبب بالنظر في حقارة النفس: «فأوّلها النطفة، و آخرها الجيفة، و ما بينهما حمّالة العذرة» [1] و في أحوالها الهاجمة كالمحن و الشدائد، و في إعمالها فاجرة، أجير يعمل طول النهار، أو يحرس طول اللّيل درهمان، و إنّما يعطى المال الخسيس بالاستخدام على الدّوام، و الإلقاء في الأخطار.

و في كرمه تعالى بالتوفيق، و وعده الثواب المخلّد على ساعة من العمل المعيوب، و بمعرفة أنّ الكمال الدنيوي و هميّ، و الدّيني ينافيه، فالعلم النافع ما يزيد خوفا منه تعالى، و لا عبرة بغيره، و كلّ عمل دونه فهو شرط له:

وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [1].

و أيضا فالاطّلاع على الذنوب الباطنة صعب، و الخاتمة مستورة، و المعصية المستعقبة ندما خير من الطّاعة المستعقبة عجبا لاضمحلالها، و لا يصلح النسب للتعويل فَلٰا أَنْسٰابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ [2] و هو تعزّز بالغير، و الجمال، فالاعتبار للباطن و القلب، و هما مملوّان بالأقذار و الرذائل، و لا للمال و القوّة و الاتّباع، حَتّٰى إِذٰا فَرِحُوا بِمٰا أُوتُوا أَخَذْنٰاهُمْ بَغْتَةً. [3]

باب الفقر

و هو فقد ما يحتاج إليه، فإن كان ضروريّا فمضطرّ، و إلّا فإن فرح و كره


[1] في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)، نهج البلاغة: ح 454 قسم منه.


[1] الكهف: 104.

[2] المؤمنون: 101.

[3] الأنعام: 44.

اسم الکتاب : النخبة في الحكمة العملية و الأحكام الشرعية المؤلف : الفيض الكاشاني    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست