و يدعو إلى المعاصي كالتملّق و الغيبة و الشماتة، و إلى التعب في الدنيا، و العقاب في الآخرة بلا نفع، بل ينفع المحسود في الدنيا لمضرّة العدوّ و في الآخرة لطلب المكافاة، و إلى عمى القلب و الخذلان بخلاف الغيرة، فورد:
«أ تعجبون من غيرة سعد و أنا أغير منه و الله أغير منّا» [2]، و الغبطة فورد:
فِي ذٰلِكَ فَلْيَتَنٰافَسِ الْمُتَنٰافِسُونَ[3] فهي تتبّع ما غبط فيه حرمة و كراهة و إباحة و وجوبا و ندبا.
و سبب الحسد إمّا خبث النفس، و هو داء مزمن، لأنّه جبلّي، أو الرغبة في نعمه الغير كالرئاسة، أو خوف فوت المقاصد، كما في الضرّة، أو العداوة، أو التعزّز، و كراهة ترفّع الغير، أو التكبّر، أو التعجّب برجحان من ساواه، فمن ثمّة كثر بين الأقارب و علماء الدّنيا، لكثرة تحقّقها فيهم دون علماء الآخرة وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ[4] و علاج كلّ ضدّه، و ذكر الآفات المذكورة و ما ورد فيه، و وجوب موالاة المؤمن، و رعاية حقوقه، و عظم قدره و التعاون و بركة الجماعة.
باب حبّ الخمولة
[1] و هو فضيلة عظيمة، فورد: «ربّ أشعث أغبر ذي طمرين، لا يؤبه به،
[1] يقال أخمل صوته أي أخفاه و الخامل الساقط الذي لا نباهة له و هو من ملكات النفس المطمئنة من شعب التواضع.