اسم الکتاب : النخبة في الحكمة العملية و الأحكام الشرعية المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 26
بأسلوبه و آرائه الخاصّة كان من طليعة العلماء الذين استقطبوا أنظار الآخرين في حياته و بعد وفاته. [1]
و إذا كان للفيض في بعض الأحكام و الموضوعات رأي جديد بالاستناد على الأخبار و الروايات و الأحاديث الإسلامية المعتبرة، كحرمة الغناء الّتي يعتبرها متأنية من مجالس اللهو و اللعب في البلاطين الأموي و العباسي و من كيفية إجرائه، حيث أقدم الشيخ الأنصاري في المكاسب المحرّمة على تفسير هذه الفتوى، فانّ ذلك يدلّ على جرأته و فهمه و عمق فكره الديني و الاجتماعي، و لهذا حظي باحترام علماء كبار أمثال العلامة المجلسي و الشيخ الأنصاري و الحرّ العاملي و الوحيد البهبهاني و صاحب مفتاح الكرامة و السيد المجاهد و صاحب الحدائق و صاحب الجواهر [1] و غيرهم ممّن أثنوا عليه و على خدماته.
و يعد الفيض الكاشاني من المتكلّمين، و الفلاسفة المشّائيين، مكان ذا حظّ وافر في العلوم الأخلاقية و معرفة النفس. كما انّه كان شاعرا أديبا أنشد أشعارا رائعة و لطيفة، و ممّا تركه من الآداب العرفانية، الغزل الرائع مما يأنس به أرباب الذوق الغني الرقيق.
يقول العلامة الطباطبائي عن شخصية المحدث الكاشاني البارعة: كان الفيض شخصية جامعة للعلوم قلّ نظيرها في العالم الإسلامي في جامعيته، و الملحوظ انّه قد تناول كلّ علم من العلوم بصورة مستقلة، و لم يخلط علما بآخر. [2]
و لقد اتهمه مخالفوه بكونه ذا عقائد صوفية، و حمل في بعض مؤلفاته
[1] سقنا في مقدمة تحقيق كتابه «نوادر الاخبار» حديثا مفصلا عن حياته.