أقول: و في كلامه-إشكالا و جوابا-مواقع للنظر كما لا يخفى على القرّاء الكرام.
«إسعاف الراغبين» (ص 163) و في «الكشف» لحافظ السيوطي من طرق عديدة:
أنّ عيسى يمكث بعد نزوله أربعين سنة. و في «الأعلام» له: أنّ عيسى إنّما يحكم بشريعة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم، كما نصّ عليه العلماء، و وردت به الأحاديث، و انعقد عليه الإجماع. [1] انتهى.
أقول: و الأحاديث في ذلك كثيرة، بل مستفيضة، و قد مرّ في الفصل الثالث ما يناسب المقام من بعض الأحاديث و كلام المحدّث الكنجي.
بركات ظهوره
«عقد الدرر» في الباب السادس، عن الحاكم أبي عبد الله في «مستدركه» عن عبد الله بن عبّاس في قصّة المهديّ، قال: و تأمن البهائم و السباع، و تلقى الأرض أفلاذ كبدها. قلت: و ما أفلاذ كبدها؟قال: أمثال الأسطوانة من الذهب و الفضّة. قال: قال الحاكم: و هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. [2]
أقول: الظاهر أنّ المراد من أفلاذ الأرض معادنها.
و فيه، في الباب السابع، عن أبي عمر عثمان بن سعيد المقري في «سننه» عن حذيفة بن اليمان، عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في حديث المهديّ و ظهور أمره، إلى أن قال: «فيفرح به أهل السماء و أهل الأرض، و الطير و الوحوش و الحيتان في البحر، و تزيد المياه في دولته، و تمدّ الأنهار، و تضاعف الأرض أكلها، و تستخرج الكنوز» [3] الحديث.