responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المهدي (عج) المؤلف : الصدر، السيد صدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 225

«إسعاف الراغبين» (ص 159) عن الشيخ محيى الدين العربي في «الفتوحات» قال: و ينزل الله عليه عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متّكئا على ملكين، ملك عن يمينه، و ملك عن يساره، و الناس في صلاة العصر، فيتنحّى له الإمام عن مقامه فيتقدّم فيصلّي بالناس‌ [1] .

قال صاحب الكتاب، بعد نقله ذلك: فأمّا ذكره من كون عيسى هو الذي يصلّي بالناس حينما ينزل مناف لما مرّ من كون الذي يصلّي بهم حينئذ هو المهديّ، ثمّ ما ذكره من أنّ عيسى ينزل و الناس في صلاة العصر مناف لما في السير من أنّه ينزل و الناس في صلاة الفجر [2] . انتهى.

ابن حجر في «الصواعق» (ص 99) قال:

الأظهر أنّ خروج المهديّ قبل نزول عيسى، و قيل: بعده.

قال أبو الحسن الآجري: قد تواترت الأخبار و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلّى الله عليه و سلم بخروجه، و أنّه من أهل بيته، و أنّه يملأ الأرض عدلا، و أنّه يخرج مع عيسى على نبيّنا و عليه أفضل الصلاة و السلام، فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين، و أنّه يؤمّ هذه الأمّة و يصلّي عيسى خلفه‌ [3] . انتهى.

و ما ذكره من أنّ المهدي يصلّي بعيسى هو الذي دلّت عليه الأحاديث كما علمت، و أمّا ما صحّحه السعد التفتازاني من أن عيسى هو الإمام بالمهديّ لأنّه أفضل، فإمامته أولى، فلا شاهد له فيما علّله به؛ لأنّ القصد بإمامة المهديّ لعيسى إنّما هو إظهار أنّه نزل تابعا لنبيّنا، حاكما بشريعته، غير مستقلّ بشي‌ء من شريعة نفسه و اقتدائه ببعض هذه الأمّة، مع كونه أفضل من ذلك الإمام الذي اقتدى به. فيه من إذاعة ذلك و إظهاره ما لا يخفى على أنّه يمكن الجمع، بأن يقال: إنّ عيسى يقتدي بالمهديّ أوّلا لإظهار ذلك الغرض، ثمّ بعد ذلك يقتدي المهديّ به على أصل القاعدة من اقتداء المفضول


[1] . إسعاف الراغبين، ص 156.

[2] . إسعاف الراغبين، ص 159.

[3] . الصواعق المحرقة، ص 165.

اسم الکتاب : المهدي (عج) المؤلف : الصدر، السيد صدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست