و روى أبو داود الطيالسي عن سليمان بن زريق، عن عبد العزيز بن صهيب، قال حدّثني أبو العالية قال: حدّثني مزرع صاحب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنّه قال: ليقبلنّ جيش حتّى إذا بالبيداء خسف بهم. قال أبو العالية: فقلت له: إنّك لتحدّثني بالغيب. فقال: احفظ ما أقوله لك. فإنّما حدثني به الثقة عليّ بن أبي طالب.
قال الشارح بعد ذلك: حديث الخسف بالجيش قد أخرجه البخاري و مسلم في «الصحيحين» عن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: يعوذ قوم بالبيت حتّى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم. فقلت: يا رسول الله، لعلّ فيهم المكره أو الكاره.
فقال: يخسف بهم و لكن يحشرون. أو قال: يبعثون على نيّاتهم يوم القيامة.
قال الشارح: و سئل أبو جعفر محمّد بن عليّ: أ هي بيداء من الأرض؟فقال: كلاّ، إنّها بيداء المدينة. أخرج البخاري بعضه، و أخرج مسلم الباقي [1] .
«إسعاف الراغبين» (ص 153) : و جاء في روايات أنّ السفياني يبعث إلى المهديّ من الشام جيشا فيخسف بهم بالبيداء فلا ينجو منهم إلاّ المخبر، فيسير إليه السفياني بمن معه، فتكون النصرة للمهديّ، و يذبح السفياني [2] الخ.
أقول: و لم أعثر في الروايات المعتبرة على موضع ملاقاة الجيشين، و لعلّه بين الكوفة و المدينة، و الله أعلم.
«الفصول المهمّة»
في الفصل الثاني عشر قال:
قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهديّ و حوادث تكون أمام قيامه، و أمارات و دلالات منها خروج السفياني و قتل الحسني و اختلاف بني العبّاس في الملك و كسوف الشمس في النصف من شعبان و خسوف القمر في آخر الشهر، على خلاف