و منهم: الشيخ المحدّث الشهير ابن حجر العسقلاني صاحب «فتح الباري» في شرح صحيح البخاري في كتابه «القول المختصر في علامات المهديّ المنتظر» على ما في «الفتوحات الاسلاميّة» ج 2 (ص 320) حيث قال: يتعين اعتقاد ما دلّت عليه الأحاديث الصحيحة من وجود المهديّ المنتظر، و هو الذي يخرج الدجال، و ينزل عيسى عليه السّلام في زمنه، و هو المراد حيث أطلق المهدي، و أمّا من قبله فليس واحد منهم هو المهديّ المنتظر. انتهى. و الشاهد قوله من وجود المهديّ المنتظر.
و منهم: غير واحد من الفضلاء و العرفاء فإنّ الذي يظهر من أشعارهم العربيّة و الفارسيّة المذكورة في «ينابيع المودة» و غيره من بعض كتب المناقب أنّهم يرون حياة المهديّ المنتظر، و أنّه حيّ يرزق لوصفهم له بالولاية و الإمامة و الخلافة و النّيابة عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أنّه الواسطة في الفيوضات الإلهيّة.
و من أراد الاطّلاع على أكثر من ذلك و هو كثير فعليه بكتب أصحابنا المؤلّفة في هذا الموضوع، سيما كتاب «كشف الأستار في الغائب عن الأنظار» تأليف أستاذ المجتهدين و خاتمه المحدّثين الحاج ميرزا حسين النوريّ الطبرسي طاب ثراه، فإنّ فيه ما يروي الغليل و يشفي العليل.
المهديّ و من رآه
نذكر في ذيل هذا العنوان ثلاث حكايات ظريفة ترويحا للقلب لا احتجاجا و استدلالا.
الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه «طبقات العرفاء» في أحوال الشيخ حسن العراقي:
قال:
ترددت إليه مع سيّدي أبي العبّاس الحريثي فقال: أتأذن لي أن أحكي لك حكايتي من مبتدأ أمري إلى وقتي هذا كأنّك كنت رفيقى من الصغر؟فقلت له: نعم. فقال: كنت شابّا من دمشق، و كنت صانعا، و كنّا نجتمع يوما في الجمعة على اللهو و اللعب و الخمر،