آتاه الحكمة و فصل الخطاب في سنّ الطفوليّة كما منّ على يحيى و عيسى بذلك. قال:
و طوّل الله تبارك و تعالى عمره كما طوّل عمر الخضر عليه السّلام. انتهى.
و منهم: الشيخ صدر الدين القونوي في بعض وصاياه لتلامذته عند موته على ما في «ينابيع المودّة» (ص 469) حيث قال: إنّ الكتب التي كانت لي من كتب الطبّ و كتب الحكماء و كتب الفلاسفة فبيعوها و تصدّقوا بثمنها للفقراء، و أمّا كتب التفسير و الأحاديث و التصوف فاحفظوها في دار الكتب و أقرأوا كلمة التوحيد «لا اله إلاّ اللّه» سبعين ألف مرّة في الليلة، و بلّغوا منّي سلاما إلى المهدي عليه السّلام. إنتهى.
أقول: يمكن أن يقال: أنّ قوله ذلك لا يدلّ على وجود المهدي و حياته؛ إذ ربّما قال ذلك برجاء أن يدركوا ظهوره، و لكنّ الأوّل أظهر.
و منهم: الشيخ سعد الدين الحمويّ على ما في «ينابيع المودّة» (ص 474) نقلا عن كتاب الشيخ عزيز بن محمّد النسفي عند كلامه في ترتيب الأولياء: و أنّ اللّه تعالى اختار في هذه الأمّة اثنى عشر وليّا من أهل البيت فجعلهم خلفاء نبيّه المعظّم صلّى اللّه عليه و سلّم-إلى أن قال-: و أمّا آخر الأولياء الذي هو آخر خلفاء النبي و الوليّ و النائب الثاني عشر و خاتم الأولياء فهو المهديّ صاحب الزمان. إنتهى. مع إختصار في الترجمة.
و منهم: الشيخ شهاب الدين الهندي المعروف بملك العلماء في كتابه «هداية السعداء» على ما في «الدرر الموسوية» قال عند ذكره الأئمّة الاثني عشر: التاسع يعني من ولد الحسين الإمام حجّة اللّه القائم المهديّ، و هو غائب و له عمر طويل كما في المؤمنين عيسى و إلياس و الخضر، و في الكافرين الدجال و السامري. انتهى.
و منهم: الشيخ الكامل الشيخ محمّد المعروف بخواجه بارسا في حاشية له على كتاب «فصل الخطاب» مضافا إلى ما تقدّم عنه على ما في «الدرر الموسوية» حيث قال:
و به-يعني بالمهدي-ختمت الخلافة و الإمامة، و هو إمام منذ وفاة أبيه إلى يوم القيامة، و عيسى يصلّي خلفه و يصدّقه و يدعو الناس إلى ملّته، و هي ملّة النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم. انتهى.