العسكري، و اسم أبيه «حسن» و عليه إجماع الشيعة الإماميّة، و كثير من علماء أهل السنة، و ظاهر أكثر رواياتهم، نعم في بعض الأخبار الشاذّة ما يدلّ على أنّ اسم أبي القاسم المهدي المنتظر يوافق اسم والد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
أبو داود في «صحيحه» ج 4 (ص 78) عن زرّ، عن عبد اللّه، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم-قال زائدة-لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجل منّي-إلى أن قال-: يواطي اسمه اسمي و اسم أبيه اسم ابي» [1] الحديث.
و أورد هذه الرواية في «عقد الدرر» في الباب الثاني ناقلا لها عن جماعة منهم الترمذي و أبو داود و البيهقي قال: و أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في «مسنده» و لم يذكر اسم أبيه اسم أبي الخ [2] .
أقول: و قد عثرت على جملة روايات فيها هذه الجملة «و اسم أبيه اسم أبي» و الظاهر أنّ الأصل فيها هو أبو داود بتقدّمه، و عليه نقول:
إنّ الشبلنجي في «نور الأبصار» (ص 231) أورد هذه الرواية ناقلا عن أبي داود، عن زرّ، عن عبد اللّه، عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بدون هذه الجملة ثم قال: «و في رواية و اسم أبيه اسم أبي [3] » .
و اختلاف النقل عن أبي داود يوجب الشكّ فيما رواه، و عدم ثبوت روايته عينا، و على فرض ثبوتها فهي معارضة بالأخبار الكثيرة، بل المستفيضة التي هي أصحّ سندا، و أظهر دلالة من هذه الرواية، فلا يلتفت إليها.
قال علي بن عيسى الإربلي في كتابه «كشف الغمّة» في هذا الباب ما لفظه: أمّا أصحابنا الشيعة فلا يصحّحون هذا الحديث؛ لما ثبت عندهم من اسمه و اسم أبيه. و أمّا الجمهور فقد نقلوا أنّ زائدة-راوي الحديث-كان يزيد في الأحاديث، فوجب المصير إلى أنّه من زيادته جمعا بين الأقوال و الروايات [4] . انتهى.