responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 74

فخرج علي بن أبي طالب (عليه السلام) من عند فاطمة (عليها السلام) واثقا باللّه بحسن الظن، فاستقرض دينارا. فبينا الديا نار في يد علي بن أبي طالب (عليه السلام) يريد أن يبتاع لعياله ما يصلحهم، فتعرّض له المقداد بن الأسود في يوم شديد الحرّ، قد لوّحته الشمس من فوقه و آذته من تحته. فلما رآه علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنكر شأنه، فقال: يا مقداد، ما أزعجك هذه الساعة من رحلك؟! قال: يا أبا الحسن، خلّ سبيلي و لا تسألني عما ورائي.

فقال: يا أخي، إنه لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك. فقال: يا أبا الحسن، رغبة إلى اللّه و إليك أن تخلّي سبيلي و لا تكشفني عن حالي. فقال له: يا أخي، إنه لا يسعك أن تكتمني حالك. فقال: يا أبا الحسن، أما إذ أبيت فو الذي أكرم محمدا بالنبوة و أكرمك بالوصية، ما أزعجني من رحلي إلا الجهد، و قد تركت عيالي يتضاغون جوعا؛ فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض، فخرجت مهموما راكب رأسي. هذه حالي و قصتي.

فانهملت عينا علي (عليه السلام) بالبكاء حتى بلّت دمعته لحيته. فقال له: أحلف بالذي حلفت ما أزعجني إلا الذي أزعجك من رحلك، فقد استقرضت دينارا فقد آثرتك على نفسي.

فدفع الديا نار إليه و رجع حتى دخل مسجد النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، فصلى فيه الظهر و العصر و المغرب. فلما قضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) المغرب مرّ بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) و هو في الصف الأول. فغمّزه برجله. فقام على (عليه السلام) متعقّبا خلف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حتى لحقه على باب من أبواب المسجد. فسلّم عليه فردّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) السلام.

فقال: يا أبا الحسن، هل عندك شي‌ء نتعشاه فنميل معك. فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و هو يعلم ما كان من أمر الديا نار و من أين أخذه و أين وجهه، و قد كان أوحى اللّه تعالى إلى نبيه محمد (صلّى اللّه عليه و آله) أن يتعشّى الليلة عند علي بن أبي طالب (عليه السلام).

فلما نظر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إلى سكوته قال: يا أبا الحسن! ما لك لا تقول: لا، فأنصرف، أو تقول: نعم فأمضي معك. فقال حياء و تكرما: فاذهب بنا.

اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست