responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 46

البحار بأمواجها و ماجت السماوات بأهلها، غضبا لك يا محمد و لذريتك و استعظاما لما ينتهك من حرمتك و لشر ما تكافي به في ذريتك و عترتك، و لا يبقي شي‌ء من ذلك إلا استأذن اللّه عز و جل في نصرة أهلك المستضعفين المظلومين، الذينهم حجة اللّه على خلقه بعدك.

فيوحى اللّه إلى السماوات و الأرض و الجبال و البحار و من فيهن: إني أنا اللّه الملك القادر الذي لا يفوته هارب و لا يعجزه ممتنع، و أنا أقدر فيه على الانتصار و الانتقام؛ و عزتي و جلالي لأعذّبن من وتر رسولي و صفيي و انتهك حرمته و قتل عترته و نبذ عهده و ظلم أهله عذابا لا أعذّبه أحدا من العالمين.

فعند ذلك يضجّ كل شي‌ء في السموات و الأرضين، بلعن من ظلم عترتك و استحلّ حرمتك.

فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولى اللّه جل و عز قبض أرواحها بيده، و هبط إلى الأرض ملائكة من السماء السابعة، معهم آنية من الياقوت و الزمرد، مملوءة من ماء الحياة، و حلل من حلل الجنة و طيب من طيب الجنة. فغسّلوا جثثهم بذلك الماء و ألبسوها الحلل و حنّطوها بذلك الطيب و صلّى الملائكة صفا صفا عليهم.

ثم يبعث اللّه قوما من أمتك لا يعرفهم الكفار، لم يشركوا في تلك الدماء بقول و لا فعل و لا نية، فيوارون أجسامهم و يقيمون رسما لقبر سيد الشهداء (عليه السلام) بتلك البطحاء، يكون علما لأهل الحق و سببا للمؤمنين إلى الفوز، و تحفّه ملائكة من كل سماء مائة ألف ملك في كل يوم و ليلة و يصلّون عليه و يسبّحون اللّه عنده و يستغفرون اللّه لزواره و يكتبون أسماء من يأتيه زائرا من أمتك، متقربا إلى اللّه و إليك بذلك، و أسماء آبائهم و عشائرهم و بلدانهم، و يسمّون في وجوههم بميسم نور عرش اللّه: هذا زائر قبر خير الشهداء و ابن خير الأنبياء.

فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار، يدلّ عليهم و يعرفون به.

اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست