اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل الجزء : 8 صفحة : 45
فحزنت فاطمة و علي و الحسن و الحسين (عليهم السلام) و حزنت معهم لما رأينا من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و هبناه أن نسأله حتى إذا طال ذلك، قال له علي (عليه السلام) و قالت له فاطمة (عليها السلام): ما يبكيك يا رسول اللّه لا أبكى اللّه عينيك؟! فقد أقرح قلوبنا ما نرى من حالك.
فقال: يا أخي، سررت بكم سرورا ما سررت مثله قط، و إني لأنظر إليكم و أحمد اللّه على نعمته عليّ فيكم، إذ هبط عليّ جبرئيل فقال: يا محمد، إن اللّه تبارك و تعالى اطّلع على ما في نفسك و عرف سرورك بأخيك و ابنتك و سبطيك، فأكمل لك النعمة و هنّاك العطية بأن جعلهم و ذرياتهم و محبيهم و شيعتهم معك في الجنة، لا يفرق بينك و بينهم، يحبون كما تحبى [1] و يعطون كما تعطى حتى ترضى و فوق الرضا، على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا و مكاره تصيبهم بأيدي أناس ينتحلون ملتك و يزعمون أنهم من أمتك، براء من اللّه و منك خبطا خبطا و قتلا قتلا، شتى مصارعهم، نائية قبورهم، خيرة من اللّه لهم و لك فيهم؛ فاحمد اللّه جل و عز على خيرته و ارض بقضائه. فحمدت اللّه و رضيت بقضائه بما اختاره لكم.
ثم قال جبرئيل: يا محمد، إن أخاك مضطهد بعدك، مغلوب على أمتك، متعوب من أعدائك، ثم مقتول بعدك؛ يقتله أشر الخلق و الخليقة و أشقى البرية، نظير عاقر الناقة ببلد تكون إليه هجرته، و هو مغرس شيعته و شيعة ولده، و فيه على كل حال يكثر بلواهم و يعظّم مصابهم.
و إن سبطك هذا- و أومأ بيده إلى الحسين (عليه السلام)- مقتول في عصابة من ذريتك و أهل بيتك و أخيار من أمتك بضفة الفرات، بأرض تدعى كربلاء، من أجلها يكثر الكرب و البلاء على أعدائك و أعداء ذريتك، في اليوم الذي لا ينقضي كربه و لا تفني حسرته، و هي أطهر بقاع الأرض و أعظمها حرمة، و إنها لمن بطحاء الجنة.
فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك و أهله و أحاطت بهم كتائب أهل الكفر و اللعنة، تزعزعت الأرض من أقطارها و مادت الجبال و كثر اضطرابها و اصطفقت