اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل الجزء : 8 صفحة : 300
فقالت فاطمة (عليها السلام): يا أبة، إنا للّه، و بكت. فقال: يا بنتاه، إن أهل الجنة هم الشهداء في الدنيا؛ بذلوا أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون و يقتلون وعدا عليه الحق، فما عند اللّه خير من الدنيا و ما فيه؛ قتلة أهون من ميتة؛ من كتب عليه القتل خرج إلى مضجعه، و من لم يقتل فسوف يموت.
يا فاطمة بنت محمد، أ ما تحبين أن تأمرين غدا بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب؟ أ ما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟ أ ما ترضين أن يكون أبوك يسألونه الشفاعة؟ أ ما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض، فيسقي منه أوليائه و يذود عنه أعدائه؟ أ ما ترضين أن يكون بعلك قسيم الجنة و يأمر النار فتطيعه، يخرج منها من يشاء و يترك من يشاء؟ أ ما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على إرجاء السماء و ينظرون إليك و إلى ما تأمرين به، و ينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق و هو يخاصمهم عند اللّه؟
فما ترين اللّه صانع بقاتل ولدك و قاتليك إذا أفلجت حجته على الخلائق و أمرت النار أن تطيعه؟ أ ما ترضين أن تكون الملائكة تبكي لابنك و يأسف عليه كل شيء؟ أ ما ترضين أن يكون من أتاه زائرا في ضمان اللّه و يكون من أتاه بمنزلة من حج إلى بيت اللّه الحرام و اعتمر و لم يخلو من الرحمة طرفة عين، و إذا مات مات شهيدا و إن بقي لم تزل الحفظة تدعوا له ما بقي، و لم يزل في حفظ اللّه و أمنه حتى يفارق الدنيا؟
قالت: يا أبة، سلّمت و رضيت و توكلت على اللّه.
فمسح (صلّى اللّه عليه و آله) على قلبها و مسح على عينها، فقال: إني و بعلك و أنت و ابنيك في مكان تقرّ عيناك و يفرح قلبك.
المصادر:
1. كامل الزيارات: ص 69 ح 2 الباب 22.
2. تفسير فرات: ص 55، أورد تمام الحديث.
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل الجزء : 8 صفحة : 300