اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل الجزء : 8 صفحة : 293
من المصلى فسلّمت عليه- و كانت أعز الناس عليه-، فردّ السلام و مسح بيده على رأسها و قال: كيف أمسيت رحمك اللّه؟ عشّينا غفر اللّه لك و قد فعل.
فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه. فلما نظر علي (عليه السلام) إليه و شمّ ريحه رمى فاطمة (عليها السلام) ببصره رميا شحيحا. فقالت له: ما أشحّ نظرك و أشده؟ سبحان اللّه! هل أذنبت؟ فما بيني و بينك ذنبا استوجبت به السخط. قال: و أيّ ذنب أعظم من ذنب أصبتيه اليوم؟ أ ليس عهدي بك اليوم و أنت تحلفين باللّه مجتهدة ما طعمت طعاما من يومين؟!
فنظرت إلى السماء فقالت: إلهي يعلم في سمائه و يعلم في أرضه إني لم أقل إلا حقا.
قال: فأني لك هذا الذي لم أر مثل رائحته و لم آكل أطيب منه؟ فوضع النبي (صلّى اللّه عليه و آله) كفه المباركة بين كتفي علي (عليه السلام)، ثم هزّها و قال: يا علي! هذا ثواب لديا نارك، هذا جزاء دينارك، هذا من عند اللّه؛ «إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ». [1]
ثم استعبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) باكيا فقال: الحمد للّه الذي هو أبى لكما أن يخرجكما من الدنيا حتى يجريك في المجرى الذي أجرى زكريا، و يجريك فيه يا فاطمة بالمثال الذي جرت فيه مريم: «كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً ...». [2]
في الفضائل: حدثنا أحمد بن محمد بن سليم بن الحارث الباغندي، حدثنا محمد بن خلف الحدادي، حدثنا حسين بن حسن الأشقر، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، و عن عمر بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد بنحوه و السياق لأبي هارون، قال: