responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 284

فقال الحسن للحسين (عليهما السلام): إنا قد حرنا و بقينا على حالتنا هذه ما ندري أين نسلك، فلا علينا أن ننام في وقتنا هذا حتى نصبح. فقال له الحسين (عليه السلام): دونك أخي، فافعل ما ترى.

فاضطجعا فاعتنق كل واحد منهما صاحبه و ناما.

و انتبه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) من نومته التي نامها و طلبهما في منزل فاطمة (عليها السلام)، فلم يكونا فيه فافتقدهما. فقام النبي (صلّى اللّه عليه و آله) قائما على رجليه و هو يقول: يا إلهي و سيدي و مولاي، هذان شبلاي خرجا من المخمصة و المجاعة؛ اللهم أنت وكيلي عليهما. فسطع للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) نور فلم يزل يمضي في ذلك النور، حتى أتى حديقة بني النجار. فإذا هما نائمان قد اعتنق كل واحد منهما صاحبه و قد تقشّطت السماء فوقهما كطبق، فهي تمطر كأشد مطر لم يراه الناس قط، و قد منع اللّه عز و جل المطر منهما في البقعة التي هما فيها نائمان، لا تمطر عليهما قطرة، و قد اكتنفتهما حية لها شعرات كآجام القصب و جناحان، جناح غطّت به الحسن (عليه السلام) و جناح قد غطّت به الحسين (عليه السلام).

فلما أن بصرهما النبي (صلّى اللّه عليه و آله) تنحنح. فانسابت الحية و هي تقول: اللهم إني أشهدك و أشهد ملائكتك أن هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه و دفعتهما إليه سالمين صحيحين. فقال لها النبي (صلّى اللّه عليه و آله): أيتها الحية! من أنت؟ قالت: أنا رسول الجن إليك. قال:

و أي الجن؟ قالت: جن نصيبين، نفر من بني فليح؛ نسينا آية من كتاب اللّه عز و جل فبعثوني إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب اللّه عز و جل. فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادى: أيتها الحية، هذان شبلا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فاحفظيهما من العاهات و الآفات و من طوارق الليل و النهار. فقد حفظتهما و سلّمتهما إليك سالمين صحيحين.

و أخذت الحية الآية و انصرفت، و أخذ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الحسن (عليه السلام) فوضعه على عاتقه الأيمن و وضع الحسين (عليه السلام) على عاتقه الأيسر، و خرج علي (عليه السلام) فلحق برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله). فقال له بعض أصحابه: بأبي أنت و أمي، ادفع إليّ أحد شبليك أخفّف عنك. فقال: امض فقد سمع اللّه كلامك و عرف مقامك. و تلقاه آخر فقال: بأبي أنت و أمي، ادفع إليّ أحد شبليك أخفّف عنك. فقال: امض فقد سمع اللّه كلامك و عرف مقامك.

اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست