responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 241

ثم إن عليا (عليه السلام) مضى من فور ذلك حتى أتى أبا جبلة الأنصاري، فقال له: يا أبا جبلة! هل عندك من قرض دينار. قال: نعم يا أبا الحسن. أشهد اللّه و ملائكته أن شطر مالي لك حلال من اللّه و من رسوله. قال: لا حاجة في شي‌ء من ذلك، إن يك قرضا قبلته. قال:

فرفع إليه دينارا و مرّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) يخترق أزقة المدينة ليبتاع بالديانار طعاما، فاذا هو بمقداد بن الأسود الكندي قاعدا على الطريق.

فدنا منه يسلّم عليه و قال: يا مقداد! ما لي أراك في هذا الموضع كئيبا حزينا؟ قال:

أقول كما قال العبد الصالح موسى بن عمران: «رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ». [1] قال منذ كم يا مقداد؟ قال: هذا أربع. فرجع علي (عليه السلام) مليا ثم قال: اللّه أكبر اللّه أكبر، آل محمد (عليهم السلام) منذ ثلاث و أنت يا مقداد منذ أربع؛ أنت أحق بالديانار مني. فدفع إليه الديا نار و مضى حتى دخل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في مسجده.

فلما انفتل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ضرب بيده إلى كتفه. قال: يا علي، انهض بنا إلى منزلك لعلّنا نصيب به طعاما، فقد بلغنا أخذك الديا نار من أبي جبلة. قال: فمضى و علي (عليه السلام) يستحي من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) رابط على بطنه حجرا من الجوع، حتى قرعا على فاطمة (عليها السلام) الباب.

فلما نظرت فاطمة (عليها السلام) إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و قد آثر الجوع في وجهه ولّت هاربة. قالت:

وا سوأتاه من اللّه و من رسوله، كان أبا الحسن ما علم أن ليس عندنا مذ ثلاث. ثم دخلت مخدعا لها فصلّت ركعتين، ثم نادت: يا آل محمد (عليهم السلام)، هذا محمد (صلّى اللّه عليه و آله) نبيك و فاطمة بنت نبيك و علي (عليه السلام) ختن نبيك و ابن عمه و هذان الحسن و الحسين (عليهما السلام) سبطا نبيك؛ اللهم فإن بني إسرائيل سألوك أن تنزل عليهم مائدة من السماء فأنزلتها عليهم و كفروا بها، اللهم فإن آل محمد (عليهم السلام) لا يكفروا بها.

ثم التفت ملمة فإذا هي بصحيفة مملوّة ثريد و عراق. فاحتملتها فوضعتها بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله). فأهوي بيده إلى الصحيفة و الثريد و العراق. فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): و إن من شي‌ء إلا يسبّح بحمده، ثم قال: يا علي، كل من جوانب القصعة و لا تهدموا صومعتها، فإن فيها البركة.


[1]. سورة القصص: الآية 24.

اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست