اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل الجزء : 8 صفحة : 151
فلما أصبحت جاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بحمار، فأركب عليه فاطمة (عليها السلام) و أمر أن يخرج أمير المؤمنين و الحسن و الحسين (عليهم السلام) من المدينة كما رأت فاطمة (عليها السلام) في نومها. فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض له طريقان. فأخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ذات اليمين كما رأت فاطمة (عليها السلام) حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل و ماء. فاشترى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) شاة كما رأت فاطمة (عليها السلام) فأمر بذبحها، فذبحت و شويت.
فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة (عليها السلام) و تنحّت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا. فطلبها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حتى وقع عليها و هي تبكي، فقال: ما شأنك يا بنية؟ قالت: يا رسول اللّه، إني رأيت البارحة كذا و كذا في نومي و قد فعلت أنت كما رأيته، فتنحّيت عنكم فلا أراكم تموتون.
فقام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فصلى ركعتين، ثم ناجى ربه. فنزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد، هذا شيطان يقال له: الدهار، و هو الذي أرى فاطمة (عليها السلام) هذه الرؤيا و يؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمّون به.
فأمر جبرئيل فجاء به إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال له: أنت أريت فاطمة (عليها السلام) هذه الرؤيا؟
فقال: نعم يا محمد. فبزق عليه ثلاث بزقات، فشجّه في ثلث مواضع.
ثم قال جبرئيل لمحمد: قل يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل: «أعوذ بما عاذت به ملائكة اللّه المقربون و أنبياؤه المرسلون و عباده الصالحون من شر ما رأيت و من رؤياي»، و يقرأ الحمد و المعوّذتين و قل هو اللّه أحد، يتفل عن يساره ثلاث تفلات. فإنه لا يضرّه ما رأى. و أنزل اللّه على رسوله: «إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ ...». [1]