responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 149

فلما أصبح أبو بكر و عمر عاودا عائدين لفاطمة (عليها السلام)، فلقيا رجلا من قريش، فقالا له:

من أين أقبلت؟ قال: عزّيت عليا (عليه السلام) بفاطمة (عليها السلام). قالا: و قد ماتت؟ قال: نعم، و دفنت في جوف الليل.

فجزعا جزعا شديدا ثم أقبلا إلى علي (عليه السلام) فلقياه، فقالا له: و اللّه ما تركت شيئا من غوائلنا و مساءتنا و ما هذا إلا من شي‌ء في صدرك علينا؛ هل هذا إلا كما غسّلت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) دوننا و لم تدخلنا معك، و كما علمت ابنك أن يصيح بأبي بكر أن: «انزل عن منبر أبي»؟

فقال لهما علي (عليه السلام): أ تصدّقاني إن حلفت لكما؟ قالا: نعم. فحلف فأدخلهما علي (عليه السلام) المسجد، قال: إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لقد أوصاني و قد تقدّم إليّ أنه لا يطّلع على عورته أحد إلا ابن عمه. فكنت أغسله و الملائكة تقلّبه و الفضل بن العباس يناولني الماء و هو مربوط العينين بالخرقة، و لقد أردت أن أنزع القميص، فصاح بي صائح من البيت، سمعت الصوت و لم أر الصورة: «لا تنزع قميص رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)»، و لقد سمعت الصوت يكرّره عليّ. فأدخلت يدي من بين القميص فغسّلته. ثم قدّم إليّ الكفن فكفّنته. ثم نزعت القميص بعد ما كفّنته.

و أما الحسن (عليه السلام) ابني، فقد تعلمان و يعلم أهل المدينة أنه كان يتخطّى الصفوف حتى يأتي النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و هو ساجد فيركب ظهره، فيقوم النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و يده على ظهر الحسن (عليه السلام) و الأخرى على ركبته حتى يتمّ الصلاة. قالا: نعم، قد علمنا ذلك.

ثم قال: تعلمان و يعلم أهل المدينة أن الحسن (عليه السلام) كان يسعى إلى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و يركب على رقبته و يدلّي الحسن (عليه السلام) رجليه على صدر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) حتى يرى بريق خلخاليه من أقصى المسجد و النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يخطب، و لا يزال على رقبته حتى يفرغ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) من خطبته و الحسن (عليه السلام) على رقبته. فلما رأى الصبي على منبر أبيه غيره شقّ عليه ذلك. و اللّه ما أمرته بذلك و لا فعله عن أمري.

و أما فاطمة (عليها السلام)، فهي المرأة التي استأذنت لكما عليها، فقد رأيتما ما كان من كلامها لكما؛ و اللّه لقد أوصتني ألّا تحضرا جنازتها و لا الصلاة عليها، و ما كنت الذي أخالف أمرها و وصيتها إليّ فيكما.

اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست