responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 146

فلما رأى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ما بفاطمة (عليها السلام) من الحزن أفاض عليه الماء، ثم لبس ثوبه و دخل المسجد. فلم يزل يصلي بين راكع و ساجد، و كلما صلى ركعتين دعا اللّه أن يذهب ما بفاطمة (عليها السلام) من الحزن و الغم، و ذلك أنه خرج من عندها و هي تتقلّب و تتنفّس الصعداء.

فلما رآها النبي (صلّى اللّه عليه و آله) أنها لا يهنّئها النوم و ليس بها قرار قال لها: قومي يا بنية، فقامت.

فحمل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الحسن (عليه السلام) و حملت فاطمة (عليها السلام) الحسين (عليه السلام) و أخذت بيد أم كلثوم، فانتهى إلى علي (عليه السلام) و هو نائم. فوضع النبي (صلّى اللّه عليه و آله) رجله على رجل علي (عليه السلام) فغمّزه و قال: قم يا أبا تراب، فكم ساكن أزعجته. ادع لي أبا بكر من داره و عمر من مجلسه و طلحة.

فخرج علي (عليه السلام) فاستخرجهما من منزلهما، و اجتمعوا عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله). فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): يا علي، أ ما علمت أن فاطمة (عليها السلام) بضعة مني و أنا منها؛ فمن آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى اللّه، و من آذاها بعد موتي كان كمن آذاها في حياتي، و من آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي؟

قال: فقال علي (عليه السلام): بلى يا رسول اللّه. قال: فقال: فما دعاك إلى ما صنعت؟ فقال علي (عليه السلام): و الذي بعثك بالحق نبيا ما كان مني مما بلغها شي‌ء، لا حدثت بها نفسي. فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): صدقت و صدقت.

ففرحت فاطمة (عليها السلام) بذلك و تبسّمت حتى رئي ثغرها. فقال أحدهما لصاحبه: إنه لعجب لحينه! ما دعاه إلى ما دعانا هذه الساعة؟ قال: ثم أخذ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بيد علي (عليه السلام) فشبّك أصابعه بأصابعه. فحمل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الحسن (عليه السلام) و حمل الحسين (عليه السلام) علي (عليه السلام) و حملت فاطمة (عليها السلام) أم كلثوم و أدخلهم النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بيتهم و وضع عليهم قطيفة، و استودعهم اللّه، ثم خرج و صلى بقية الليل.

فلما مرضت فاطمة (عليها السلام) مرضها الذي ماتت فيه، أتياها عائدين و استأذنا عليها. فأبت أن تأذن لهما. فلما رأى ذلك أبو بكر أعطى اللّه عهدا لا يظلّه سقف بيت حتى يدخل على فاطمة (عليها السلام) و يتراضاها.

اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست