المسألة الأصولية. و أن تستمع الى زيد و تصغي إليه لتفهم ما يقول في عين الحال الذي تستمع فيه الى عمر و تصغي إليه لتفهم ما يقول. هذا هو القسم الذي ندعي استحالته و ندعي أيضا أن دليل الاستحالة على الإنسان هو الوجدان.
و ندعي أيضا أن كل واحد يناقش في هذا المطلب فهو غافل عن مرادنا الحقيقي بل يظهر من بعض الروايات و الأدعية ان اجتماع اللحاظين التفصيليين في آن واحد من مختصات الله سبحانه و تعالى حيث في بعض الأدعية وصفه تعالى بأنه لا يشغله صوت عن صوت و لا علم عن علم أو نحو ذلك و من الواضح أن هذا الوصف لو كان لغير الله تعالى كالملائكة لم يكن مدحا حسنا.
و كيف كان فالمطلب اوضح من نور الشمس في رابعة النهار المصيف. و مع ذلك فقد ادعى بعض فحول [1] العصر جواز تعدد اللحاظ و استدل بثلاثة أدلة.
الأول: الوجدان.
الثاني: أنه قد يصدر من الفاعل الواحد في آن واحد فعلان او أزيد كأن يشتغل لسانه بالكلام و عينه بالنظر و يده باللمس و من البين أن كل هذه الأفعال اختيارية مسبوقة بالإرادة و اللحاظ.
الثالث: أن النسبة الكلامية فيها تصور الموضوع و المحمول و النسبة بينهما في آن واحد.
أقول قد ظهر لك الجواب على جميع أدلته لأن فيها خلط بين اللحاظ التفصيلي و اللحاظ غير التفصيلي.
و عرفت أن الذي ندعي استحالته هو قسم واحد و هو اجتماع اللحاظين التفصيلين في آن واحد.
و من الواضح أن هذا القسم لا يحكم الوجدان بإمكانه بل يحكم