responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغازي المؤلف : الواقدي    الجزء : 3  صفحة : 957

(1) صبرنا، و إن كان هذا من رأى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )استعتبناه.

فبلغ ذلك رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فغضب من ذلك غضبا شديدا، فدخل عليه سعد بن عبادة، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

ما يقول فىّ قومك؟ قال: و ما يقولون يا رسول اللّه؟ قال: يقولون: أمّا حين القتال فنحن أصحابه، و أمّا حين القسم فقومه و عشيرته، و وددنا أنّا نعلم من أين هذا! إن كان من قبل اللّه صبرنا، و إن كان من رأى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )استعتبناه. فأين أنت من ذلك يا سعد؟ فقال سعد:

يا رسول اللّه، ما أنا إلّا كأحدهم، و إنّا لنحبّ أن نعلم من أين هذا؟

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: فاجمع من كان هاهنا من الأنصار فى هذه الحظيرة. فجمع الأنصار فى تلك الحظيرة، فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا، و جاء آخرون فردّهم، فلمّا اجتمعوا له جاءه سعد بن عبادة فقال: يا رسول اللّه، قد اجتمع لك هذا الحىّ من الأنصار. فأتاهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و الغضب يعرف فى وجهه، فحمد اللّه و أثنى عليه بالذي هو أهله، ثم قال: يا معشر الأنصار، مقالة بلغتني عنكم، وجدة [1] وجدتموها فى أنفسكم، ألم آتكم ضلّالا فهداكم اللّه، و عالة [2] فأغناكم اللّه، و أعداء فألّف اللّه بين قلوبكم؟ قالوا:

بلى، اللّه و رسوله أمنّ و أفضل! قال: أ لا تجيبوني يا معشر الأنصار؟

قالوا: و ما ذا نجيبك يا رسول اللّه، و لرسول اللّه المنّ و الفضل؟ قال: أما و اللّه لو شئتم قلتم فصدقتم: أتيتنا مكذّبا فصدّقناك، و مخذولا [3] فنصرناك،

____________

[1] الجدة و الموجدة: الغضب. (الصحاح، ص 544).

[2] العالة: الفقراء. (شرح أبى ذر، ص 414).

[3] المخذول: المتروك. (شرح أبى ذر، ص 414).

اسم الکتاب : المغازي المؤلف : الواقدي    الجزء : 3  صفحة : 957
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست