اسم الکتاب : المغازي المؤلف : الواقدي الجزء : 3 صفحة : 956
(1)
و أتانا مالك بهم * * * ناقضا للعهد و الحرمه
و أتونا فى منازلنا * * * و لقد كانوا أولى نقمه
فقال مالك بن عوف:
ما إن رأيت و لا سمعت بمثله * * * فى الناس كلّهم بمثل محمّد
أوفى و أعطى للجزيل [1] إذا اجتدى * * * و متى تشأ يخبرك عمّا فى غد [2]
و إذا الكتيبة عرّدت [3] أنيابها * * * بالمشرفىّ [4] و ضرب كلّ مهنّد [5]
فكأنه ليث على أشباله * * * وسط الهباءة [6] خادر [7] فى مرصد
قالوا: لمّا أعطى رسول اللَّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فى قريش و فى قبائل العرب و لم يكن فى الأنصار منها شيء، وجد هذا الحي من الأنصار فى أنفسهم، حتى كثرت القالة [8] حتى قال قائلهم: لقى رسول اللَّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قومه، و أمّا حين القتال فنحن أصحابه، و أما حين القسم فقومه و عشيرته، و وددنا أنّا نعلم ممّن كان هذا! إن كان هذا من اللَّه
____________
[1] الجزيل: العطاء الكثير. و اجتدى: أى طلب منه الجدوى، و هو العطية. (شرح أبى ذر، ص 412).
[2] فى الأصل: «عما يكون فى غد»، و لا يستقيم الوزن بها، و ما أثبتناه عن ابن إسحاق.
[4] المشرفي: السيف. قال أبو عبيدة: نسبت السيوف المشرفية إلى مشارف، و هي قرى من أرض العرب تدنو من الريف، يقال سيف مشرفي و لا يقال مشارفى، لأن الجمع لا ينسب إليه إذا كان على هذا الوزن. (الصحاح، ص 1380).
[5] المهند: السيف المطبوع من حديد الهند. (الصحاح، ص 554).
[6] فى الأصل: «المياة»، و ما أثبتناه عن ابن إسحاق. (السيرة النبوية، ج 4، ص 134).
و الهباءة: الغبرة. (شرح أبى ذر، ص 412).
[7] الخادر: الداخل فى خدره، و الخدر هنا غابة الأسد (شرح أبى ذر، ص 412).
[8] القالة: كثرة القول و إيقاع الخصومة بين الناس بما يحكى للبعض عن البعض. (النهاية، ج 3، ص 284).
اسم الکتاب : المغازي المؤلف : الواقدي الجزء : 3 صفحة : 956