اسم الکتاب : المغازي المؤلف : الواقدي الجزء : 3 صفحة : 1075
(1) كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ يقول: أبى خيثمة و ما حدّث نفسه بالتخلّف عن النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )لشدّة الحرّ و بعد الشُّقّة [1]، ثم عزم له على الخروج، ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ. وَ عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ[2] إلى قوله:
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* و هو كعب بن مالك، و هلال بن أميّة، و مرارة بن الرّبيع.
و أما قوله: الَّذِينَ خُلِّفُوا يعنى من تعذّر إلى النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )ممّن قبل منهم. قوله: ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ[3] يعنى غفار، و أسلم، و جهينة، و مزينة، و أشجع، أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فى غزوة تبوك، وَ لا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ يعنى عطش، وَ لا نَصَبٌ يعنى تعب، وَ لا مَخْمَصَةٌ مجاعة، وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً بلاد الكفّار، وَ لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ. قوله عزّ و جلّ: وَ لا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً ...[4] إلى آخر الآية. قوله عزّ و جلّ: وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ ...[5] إلى آخر الآية، يقول: ما كان المؤمنون إذا خرج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فى غزوةٍ أن ينفروا كلُّهم و يتركوا المدينة خلوفا بها الذّرارىّ، و لكن ينفر من كلّ قبيلة طائفة. يقول: بعضهم لينظروا كيف سير رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فى المشركين و يعوا ما سمعوا منه، وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ يعنى يخافون اللّه.
[1] فى الأصل: «المشقة». و الشقة: السفر البعيد. (لسان العرب، ج 12، ص 51).