اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد الجزء : 1 صفحة : 85
إعْرَابَ الْمَنْقُوصِ تَقُولُ جَاءَ (ثمَانِي نِسْوةٍ) و رَأَيْتَ (ثَمَانِيَ نِسْوَةٍ) تُظْهِرُ الفَتْحَةَ و إذَا لم تضِفْ قُلْتَ عِنْدِي من النِّسَاءِ (ثَمَانٍ) و مَرَرْتُ مِنْهُنّ (بِثَمَانٍ) وَ رَأَيْتُ (ثَمَانِيَ) [1] و إذَا وَقَعَتْ في المُرَكَّبِ تخَيَّرتَ بَيْنَ سكُونِ اليَاءِ و فَتْحِهَا و الفَتْحُ أَفْصَحُ يُقَالُ عِنْدى مِنَ النِّسَاء (ثَمَانِي عَشْرَةَ) امْرَأَةً و تُحْذَفُ الياءُ في لُغَةٍ بشَرْطِ فَتْحِ النُّون [2] فإِنْ كَانَ المعْدودُ مُذَكَّراً قلْتَ عِنْدِي (ثَمَانِيَةَ عَشَرَ) رَجلًا بإثبَاتِ الهاءِ
[ثني]
الثَّنِيَّةُ: مِنَ الأَسنَان جَمْعُهَا (ثَنَايَا) و (ثَنِيَّاتٌ) و في الفَمِ أَرْبعٌ و (الثَّنِيُّ) الْجَملُ يَدْخُلُ في السَّنَةِ السَّادِسَةِ و النَّاقَةُ (ثَنِيَّةٌ)، و (الثَّنِيُّ) أيضا الذِي يُلْقِي (ثَنِيَّتَهُ) يَكُونُ مِنْ ذواتِ الظِّلْفِ و الحَافِرِ في السَّنةِ الثَّالِثَةِ و من ذواتِ الخُفِّ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ و هُوَ بَعْدَ الجَذَعِ و الجمع (ثِنَاءٌ) بالكسر و الْمَدِّ و (ثُنْيَانٌ) مثلُ رَغِيفٍ و رُغْفَان: و (أَثْنَى) إِذَا ألقَى (ثَنِيَّتَهُ) فهُوَ (ثَنِيٌّ) فَعِيلٌ بِمَعْنَى الفَاعِلِ و (الثُّنْيَا) بضَمّ الثَّاءِ مع الياء و (الثَّنْوَى) بالفَتْحِ مَعَ الوَاوِ اسمٌ مِنَ الاسْتِثنَاءِ وَ فِي الَحدِيثِ «مَن اسْتَثْنَى فَلَهُ ثُنْيَاهُ» أيْ مَا اسْتَثنَاهُ و (الاسْتِثْنَاء) اسْتِفْعَالٌ من ثَنَيْتُ الشَّيءَ (أَثْنِيهِ ثَنْياً) مِنْ بَابِ رَمَى إذَا عَطَفْتُه وَ رَدَدْتُهُ و (ثَنَيْتُهُ) عن مُرَادِهِ إذَا صَرَفْتُهُ عَنْهُ و عَلَى هَذَا (فَالاسْتِثْنَاءُ) صَرْفُ العَامِل عَنْ تَنَاوُلِ المُسْتثْنَى و يَكُونُ حقِيقَةً فِي المتَّصِلِ و فِي الْمُنْفَصِلِ أَيْضاً لأَنَّ إلَّا هِيَ الَّتِي عدَّتِ الفِعْلَ إلَى الاسْم حَتَّى نَصَبَهُ فَكَانَتْ بمَنْزلَةِ الهَمْزَةِ في التَّعْدِيةِ و الهمْزَةُ تُعَدِّى الفِعْلَ إلَى الجِنْسِ و غَيْرِ الجِنْسِ حَقِيقَةً وِفَاقاً فَكَذلِكَ ما هُوَ بِمَنْزِلَتِهَا و (ثَنَيْتُهُ) (ثَنْياً) مِنْ بَابِ رَمَى أيضاً صِرْتُ مَعَهُ ثَانِياً و (ثَنَّيْتُ) الشَّيءَ بالتَّثْقِيل جَعَلْتُهُ اثنَيْنِ و (أَثْنَيْتُ) عَلَى زَيْدٍ بالألِفِ و الاسْمُ (الثَّنَاءُ) بالفَتْحِ و الْمَدِّ يقال (أَثْنَيْتُ) عَلَيْهِ خَيْراً و بِخَيْرٍ و (أَثْنَيْتُ) عَلَيْهِ شَرًّا و بِشَرٍّ لأَنَّهُ بِمَعْنَى وَصَفْتُهُ هَكَذَا نَصَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ منْهُم صَاحِبُ الْمُحْكَمِ و كذَلك صَاحِبُ البَارعِ و عَزَاهُ إِلَى الْخَلِيلِ و منْهمْ محمدُ بنُ القُوطِيَّةِ و هُوَ الْحَبْرُ الَّذِي لَيْسَ في مَنْقُولِهِ غَمْزٌ و البَحْرُ الذِي ليسَ في مَنْقُودِهِ لَمْزٌ و كأن الشاعَر [3] عَنَاهُ بقَوْلِه:
[1] الذى عليه الجمهور صرف ثمان فكان ينبغى أن يقول رأيت ثمانياً قال الجوهرى و تثبت الياء عند النصب لأنه ليس بجمع فيجرى مجرى جوارٍ فى ترك الصرف و ما جاء فى الشعر غير مصروف فهو على توهم أنه جمع.
[2] أجاز النحويون وجهاً رايعاً و هو حذف الياء مع كسر النون و على هذه اللغة جاء قول الأعشى (كما ذكر صاحب القاموس):
و لقد شربت ثمانياً و ثمانياً * * *و ثَمَانِ عَشْرَة و اثنتين و أرْبَعَا
[3] هو لُجَيمُ بنُ صَعْبٍ والد حنيفة وَ عِجْل و كانت حذام أمرأته: مجمع الأمثال للميدانى: المثل رقم 2890.
اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد الجزء : 1 صفحة : 85