responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 711

الْأَفَاضِلِ.

فَإِنْ كَانَ أَفْعَلُ لِغَيْرِ التَّفْضِيلِ لَمْ يُجْمَع مُصَححاً قَالَ الْفَارَابِىُّ أَفْعَلُ وَ فَعْلَاءُ إِذَا كَانَا نَعْتَيْنِ جُمِعَاً عَلَى فُعْلٍ نَحْوُ أَحْمَرَ وَ حَمْرَاءَ وَ حُمْرٍ وَ إِذَا كَانَ أَفْعَلُ اسْماً جُمِعَ عَلَى أفَاعِلَ نَحْوُ الْأَبْطَحِ وَ الْأَبَاطِحِ وَ الْأَبْرَقُ وَ الْأَبَارِقِ.

وَ إِذَا قِيلَ زَيْدٌ أَفْضَلُ مِنَ الْقَوْمِ وَ زَيْدٌ أَفْضَلُ الْقَوْمِ فَهُمَا فِى الْتَّفْضِيلِ بِمَعْنىً لٰكِنَّهُمَا يَفْتَرِقَانِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَ هُوَ أَنَّ الْمَصْحُوبَ بِمِنْ مُنْفَصِلٌ مِنْ المُفَضَّلِ عَلَيْهِ وَ الْمُضَافُ بَعضُ المفَضَّلِ عَلَيْهِ وَ لِهٰذَا لَا يُقَالُ زَيْدٌ أَفْضَلُ الْحِجَارَةِ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا وَ يُقَالُ زَيْدٌ أَفْضَلُ مِنَ الْحِجَارَةِ لِأَنَّهُ مُنْفَصِلٌ عَنْهَا وَ تَمْرَةٌ خَيْرٌ مِنْ جَرَادَةٍ و الْخَيَرُ أَفْضَلُ مِنَ الشَّرِّ و البُرُّ أَفْضَلُ مِنَ الشَّعِيرِ وَ أَمَّا مِنْ فَمَعْنَاهَا ابْتِدَاءُ الْغَايَةِ قَالَ الْمُبَرد إِذَا قُلْتَ زَيْدٌ أَفْضَلْ مِنْ عَمْرو فَمعْنَاهُ أَنَّهُ ابْتَدَأ فَضْلُهُ فِى الزّيَادَةِ مِنْ عَمْرو وَ قَالَ بَعْضُهُمْ مَعْنَاهُ يَزِيدُ فَضْلُه مُتَرَقِّياً مِنْ عِنْدِ عَمْرو وَ هُوَ مَعْنَى قَوْلِ الْمُبَرَّدِ وَ يَجُوزُ فِى الشِّعرِ تَقْدِيمُ مِنْ و مَعْمُولِهِ عَلَى الْمُفَضَّلِ عَلَيْهِ قَالَ الشَّاعِرُ [1]:

فَقَالَتْ لَنَا أَهْلًا و سَهْلًا و زَوَّدَتْ * * *جَنَى النَّحْلِ أَوْ مَا زَوّدَتْ مِنْهُ أَطْيَبُ

و قال الآخر:

وَ لَا عَيْبَ فِيهَا غَيْرَ أَنَّ قَطُوفَهَا * * *سَريعٌ وَ أَنَّ لَا شَىْ‌ءَ مِنْهُنَّ أَطْيَبُ

[2]

وَ قَدِ اقْتَصَرْتُ فِى هذَا الفَرْعِ أَيْضاً عَلَى مَا يَتَعَلَّقِ بِأَلْفَاظِ الْفُقَهَاءِ وَ سَلَكْتُ فِى كَثِيرٍ مِنْهُ مَسَالِكَ التَّعْلِيمِ لِلْمُبْتَدِئُ و التَّقْرِيبِ عَلَى المُتَوَسِّطِ لِيَكُونَ لِكُلِّ حَظٌّ حَتَّى فِى كِتَابتِهِ.

و هذا مَا وَقَعَ عَلَيْهِ الاخْتِيَارُ مِنِ اخْتِصَارٍ المُطَوَّل و كُنتُ جَمَعْتُ أَصْلَهُ مِنْ نَحْوِ سَبْعِينَ مُصَنَّفاً مَا بَيْن مُطَوَّلٍ و مُخْتَصَرٍ فَمِنْ ذٰلِكَ التَّهْذِيبُ لِلْأَزْهَرِىِّ وَ حَيْثُ أَقُولُ وَ فِى نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ فَهِىَ نُسْخَةٌ عَلَيْهَا خَطُّ الْخَطِيبِ أَبى زَكَرياً التَّبْريزىّ وَ كِتَابُهُ عَلَى مُخْتَصَرِ المُزَنِىَّ وَ الْمُجَمَلُ لِابْنِ فَارِسٍ وَ كِتَابُ مُتَخَيَّرِ الْأَلْفَاظِ لَهُ وَ إِصْلَاحُ المَنْطِقِ لِابْنِ السِّكِّيتِ وَ كِتَابُ الْأَلْفاظِ وَ كِتَابُ الْمُذَكَّرِ وَ الْمُؤَنَّثِ وَ كِتَابُ التَّوسِعَةِ لَهُ و كِتَابُ الْمَقْصُورِ و الْمَمْدودِ لِأَبِى بَكْرِ بْنِ الْأَنْبَارِىِّ و كِتَابُ الْمُذَكَّرِ و الْمُؤَنَّثِ لَهُ وَ كِتَابُ المصَادِر لِأَبِى زَيْدٍ سَعِيدِ بْن أَوْسِ الأَنْصَارىّ وَ كِتَابُ النَّوَادِر لَهُ و أَدَبُ الْكَاتِبِ لِابْنِ قُتَيْبَةَ وَ دِيوَانُ الْأَدَبِ‌


[1] الفرزدق- و المعروف- بل ما زودت-

[2] ذو الرمة- و الرواية المعروفة و لعلها الصواب.

و لا عيب فيها غير أن سريعها * * *قَطُوفٌ و أن لا شئ منهنَّ أكسل

و المعنى يصف النساء بالسِمَن و كنى عن ذلك بانهن بطيئات السير كسالى فهو يقول لا عيب فى هؤلاء النساء إلَّا أن أسر عهن قطوف (شديدة البطء) و هذا مما يسمِيّة البلغاء تأكيد المدح بما يشبه الذّم.

اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 711
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست