responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 710

وَ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ أَيْضاً وَ يُرَادُ بِأفْعَلَ مَعْنَى فَاعِلِ فَيُثَنَّى وَ يُجْمَعُ وَ يُؤَنَّثُ فَتَقُولُ زَيْدٌ أَفْضَلُكُم و الزَّيْدَانِ أَفْضَلَاكمْ وَ الزَّيْدُونَ أَفْضَلُوكُمُ وَ أَفَاضِلُكُمْ و هِنْدٌ فُضْلَاكُمْ وَ الهِنْدَان فُضْلَيَاكُمْ وَ الهِنْدَاتُ فُضْلَيَاتُكُمْ وَ فُضَلُكُمْ وَ مِنْهُ قَوْلُهُمْ مُحَاذَاةُ الأسْفَلِ الْأَعْلَى أىِ السَّافِلِ العالى وَ قَالَ تَعَالَى «وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ»* أَىِ العَالُونَ وَ يَجُوزُ إِضَافَةُ أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ إِلَى المَفَضَّلِ عَلَيْهِ فيُشْتَرطُ أَنْ يَكُونَ المَفَضَّلُ بَعْضَ المَفَضَّلِ عَلَيْهِ فَتَقُولُ زَيْدٌ أَفْضَلُ الْقَوْمِ وَ الْيَاقُوتُ أَفْضَلُ الْحِجَارَةِ وَ لَا يَجُوزُ الْيَاقُوتُ أَفْضَلُ الْخَزَفِ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُ قَالُوا وَ عَلَى هذَا فَلَا يُقَالُ يُوسُفُ أَحْسَنُ إِخْوَتِهِ [1] لِأَنَّ فِيهِ إِضَافَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا إِضَافَةُ أَحْسَنَ إِلَى إِخْوَتِهِ وَ الثَّانِيَةُ إِضَافَةُ إِخْوَتِهِ إِلَى ضَمِيرِ يُوسُفَ وَ شَرْطُ أَفْعَلَ هذَا أَنْ يَكُونَ بَعْضَ مَا يُضَاف إِلَيْهِ وَ كَوْنُهُ بَعْضَ مَا يُضَافُ إِلَيْهِ يَمْنَعُ مِنْ إِضَافَةٍ مَا هُوَ بَعْضُهُ إِلَى ضَمِيرِهِ لِمَا فِيهِ مِنْ إِضَافَةِ الشَّى‌ءِ إِلَى نَفْسِهِ.

وَ يُقَالُ زَيْدٌ أَفْضَلُ عَبْدٍ بِالْإِضَافَةٍ وَ أَفْضَلُ عَبْداً بِالنَّصْبِ عَلَى التَّمْيِيزِ وَ الْمَعْنَى عَلَى الْإِضَافَة أَنَّهُ مُتَّصِفٌ بِالعُبُودِيَّةِ مُفَضَّلٌ عَلَى غَيْرِهِ مِنَ العَبِيدِ وَ عَلَى النَّصْبِ لَيْسَ هُوَ مُتَّصِفاً بِالْعُبُودِيَّةِ بَلِ المتَّصِفُ عَبْدُهُ وَ التَّفْضِيلُ لِعَبْدِهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْعَبِيدِ فَالْمَنْصُوبُ بِمَنْزِلَةِ الْفَاعِلِ كَأَنَّهُ قِيلَ زَيْدٌ فَضَلَ عَبْدُهُ غَيْرَهُ مِنَ الْعَبِيد وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُمْ زَيْدٌ أَكْرمُ أَباً وَ أَكْثَرُ قَوماً فَالتَّفْضِيلُ بِاعْتِبَارِ مُتَعَلَّقِهِ كَمَا يُخْبَرُ عَنْهُ بِاعْتِبَارِ مُتَعَلَّقِهِ نَحْوُ قَوْلِهِمْ زَيْدٌ أَبُوهٌ قَائِمٌ.

وَ حَكَى الْبَيْهَقِى مَعْنًى ثَالِثاً فَقَالَ تَقُولُ الْعَرَبُ زَيْدٌ أَفْضَلُ النَّاسِ وَ أَكْرَمُ النَّاسِ أَىْ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ وَ مِنْ أَكْرَمِ النَّاسِ.

وَ إِذَا كَانَ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ مَصْحُوباً بِمِنْ فَهُوَ مُفْرَدٌ مُذَكَّرٌ مُطْلَقَاً لِأَنَّهُ مُفْتَقِرٌ فِى مَعْنَاه وَ تَمَامِهِ إِلَى مِنْ كَافْتِقَار الْمَوْصُولِ إِلَى صِلَتِهِ وَ الْمَوْصُولُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ مُطْلَقاً فَكَذلِكَ مَا أَشْبَهَهُ.

وَ إِذَا كَانَ بِالْأَلِفِ وَ اللَّامِ فَلَا بُدَّ مِنَ المطَابَقَةِ تَقُولُ زَيْدٌ الْأَفْضَلُ وَ هِنْدٌ الفُضْلَى وَ هُمَا الْأَفْضَلَانِ وَ الفُضلَيَانِ وَ هُمُ الْأَفْضَلُونَ وَ هُنَّ الفُضْلَيَاتُ وَ الفُضَلُ وَ إِنْ كَانَ مُضافاً إِلَى مَعْرِفَةٍ نَحْوُ أَفْضَلُ الْقَوْمِ جَازَ أَنْ يُسْتَعْمَلَ اسْتِعْمَالَ الْمَصْحُوبِ بِمَنْ وَ جَازَ أَنْ يُسْتَعْمَلَ اسْتِعْمَالَ الْمُعَرَّفِ بِاللَّامِ وَ قِيلَ إِنْ كَانَتْ مِنْ مَنْويَّةً مَعَهُ فَهُوَ كَمَا لَوْ كَانَتْ مَوْجُودَةً فى اللَّفْظِ وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ منْويَّةً فَالْمُطَابَقَةُ.

وَ يُجْمَعُ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ مُصَحَّحاً نَحْوُ الْأَفْضَلُونَ وَ يَجِئُ أَيْضاً عَلَى الْأَفَاعِلِ نَحْوُ‌


[1] لا يجوز إن قصد التفصيل أى أحسن منهم- أما إذا لم يقصد التفصيل و قصد أنه حسنهم جاز و قد ذكر ذلك آنفاً.

اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 710
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست